ففي الوقت الذي نشطت
فيه الحركة العلمية والأدبية في كثير من الحواضر الإسلامية ، كما في حوزة النجف الأشرف أو في الأزهر الشريف ـ على سبيل المثال ـ اُطلق على القطيف اسم ـ النجف الصغرى ـ وهذه التسمية تحمل دلالات ومؤشّرات واضحة لما تملكه المنطقة من عدد كبير من الفقهاء والمجتهدين ذوي المكانة العلمية ، ومن شعراء واُدباء هم في الطليعة أيضاً ، بامتداد تاريخي واضح المسار منذ الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد إلى جملة من الشعراء المعاصرين.
إنّ الحركة العلمية
النشطة ، وجهود علماء المنطقة تركت تراثاً هائلاً في مختلف ميادين العلوم الدينية والفكرية وفي تخصصات اُخرى ، غير أن عوامل متعددة ساهمت بشكل أو بآخر على إبقاء هذا التراث الفكري رهين المكتبات الخاصة أو حبيس أيدي من لا يعرف العلم وأهله ، فاندثر الكثير من هذا التراث ولم يبق منه إلّا نزر يسير كثمالة الكأس.
ومن هنا تأتي خطورة
المهمة الملقاة على عاتق الأبناء لإكمال المسيرة التي بدأها الآباء ، فلقد واصل الآباء مسيرة البناء تلك التي اعتبروها أمانة
سلّمها لهم مَن كان قبلهم ، فحافظوا عليها بحسب الآلية المتاحة لهم والظروف التي عاشوها.
ونحن اليوم في سباق
مع الزمن ، بل في لهاث وراء ثورة معلوماتية هائلة تعجُّ من حولنا بشتى أصناف المعرفة. لذا علينا أن نجعل من تراثنا جزءاً منها كما علينا أيضاً الاستفادة من التقنية العالية في مجال المعلومات.
المنطقة ـ القطيف ـ
تمتلك مخزوناً كبيراً وهائلاً من طاقات الفكر والعلم والأدب ، بحيث لو جمع ودوِّن لشكّل مكتبة إسلامية متكاملة في كل أبعاد المعرفة ، ولكن تبقى الأرقام التي أشرنا إليها مقبولة إلى حدّ ما وغير مبالغ فيها.
نقدّم شاهداً على ما
تختزنه المنطقة من تراث فكري وأدبي كبير ، وهو ما