قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإيضاح في علوم البلاغة

الإيضاح في علوم البلاغة

الإيضاح في علوم البلاغة

تحمیل

الإيضاح في علوم البلاغة

261/415
*

شعيبيّ التوفيق ، يوسفيّ العفو ، محمّديّ الخلق». وقول أسيد بن عنقاء الفزاريّ :

كأن الثّريا علّقت في جبينه

وفي خدّه الشّعرى ، وفي وجهه البدر (١)

وقول الآخر في فرس : [ابن خفاجة ، إبراهيم بن أبي الفتح]

من جلّنار ناضر خدّه

وأذنه من ورق الآس (٢)

وقول البحتري في صفة الإبل الأنضاء :

كالقسيّ المعطّفات بل الأسهم

مبريّة بل الأوتار (٣)

وقول ابن رشيق :

أصحّ وأقوى ما سمعناه في النّدى

من الخبر المأثور منذ قديم (٤)

أحاديث ترويها السّيول عن الحيا

عن البحر ، عن كفّ الأمير تميم

فإنه ناسب فيه بين الصحة ، والقوة ، والسماع ، والخبر المأثور ، والأحاديث ، والرواية ، ثم بين السيل ، والحيا ، والبحر ، وكفّ تميم ، مع ما في البيت الثاني من حصة الترتيب في العنعنة ؛ إذ جعل الرواية لصاغر عن كابر ، كما يقع في سند الأحاديث ؛ فإن السيول أصلها المطر ، والمطر أصله البحر على ما يقال ؛ ولهذا جعل كفّ الممدوح أصلا للبحر مبالغة.

ومن مراعاة النظير ما يسمّيه بعضهم تشابه الأطراف وهو : أن يتمم الكلام بما يناسب أوّله في المعنى ، كقوله تعالى : (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (١٠٣) [الأنعام : الآية ١٠٣] فإن اللطف يناسب ما لا يدرك بالبصر ، والخبرة تناسب من يدرك شيئا ؛ فإن من يدرك شيئا يكون خبيرا به ، وقوله تعالى : (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (٦٤) [الحجّ : الآية ٦٤] قال : (الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) لينبّه على أن ماله ليس لحاجة ، بل هي غنيّ عنه ، جواد ، فإذا جاد به حمده المنعم عليه.

ومن خفي هذا الضرب قوله تعالى : (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ

__________________

(١) البيت من الطويل ، وهو لأسيد بن عنقاء الفزاري في لسان العرب (سوم) ، وتاج العروس (سوم) ، والحماسة البصرية ١ / ١٥٦ ، وبلا نسبة في كتاب العين ٦ / ١٦٨.

(٢) البيت من السريع ، وهو لابن خفاجة الأندلسي في ديوانه ص ٤٩.

(٣) البيت من الخفيف ، وهو في ديوان البحتري ٢ / ٩٨٧.

(٤) البيتان من الطويل ، وهما في نهاية الأرب ٧ / ١٥٨ ، والطراز ٣ / ١٤٦.