ضرب غلامه زيدا ، أو أن لا يخلو الفعل عنه ، ولهذا يقدر في نحو : زيد ضرب ضمير ، وإذا احتيج إلى إبرازه ، إما لجري الفعل على غير ما هو له في موضع يلتبس ، أبرز منفصلا على نحو : زيد عمرو يضربه هو ، والزيدان العمران يضربهما هما ، وإما لكونه ضمير غير واحد أو واحدة أبرز متصلا على نحو : الزيدان قاما ، والهندان قامتا ، والزيدون قاموا ، والهندات قمن ، إلا في باب : نعم وبئس ، كما ستعرف ، ولهذا أيضا ، أعني لامتناع خلوه عن الفاعل إذا بني للمفعول ، أقيم المفعول به المنصوب مقام الفاعل إذا ظفر به في الكلام ، وإلا فالمجرور أو المفعول فيه أو المطلق على الخيرة ، لكن يلزم وصف المطلق والمفعول فيه إذا كان مبهما استحسانا ، هذا بعد الاحتراز عن المفعول الثاني في باب علمت أبدا وستحققه ، والثالث في باب أعلمت ، فإنه ليس غير ذلك. وكما يرفع الفاعل الفعل ظاهرا كما رأيت ، يرفعه مقدرا كما في قولك : زيد لمن يقول لك : من جاء ، وتقدره قائلا ذلك ، وعليه قراءة من قرأ : (كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ)(١) أى ربك و (يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ)(٢) بفتح الحاء والباء وكما في قوله :
إن ذو لوثة لانا (٣).
__________________
(١) الشورى : ٣ ووقع في (ط) و (د) (كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ) ربك وهو تصحيف ، والمثبت هو الصواب ، وهو كذلك في (غ).
(٢) سورة النور ، الآيات : ٣٦ ، ٣٧.
(٣) البيت :
إذن لقام بنصرى معشر خشن ... |
|
عند الحفيظة إن ذو لوثة لانا. |
وهو من البسيط وينسب لقريطة بن أنيف ولأبي الغول الطهوى ، وفي شرح الحماسة للمرزوقى قال بعض شعراء بلعنبر ، والتبريزى قريط بن أنيف. (شرح الحماسة للمرزوقى (١ / ٢٥) ، وللزمخشرى كلام عليه في المفصل).