معرفة ، بدلا من «صراط مستقيم» وهو نكرة.
كما قد تبدل النكرة من المعرفة بشرط أن تكون النكرة موصوفة ، كقوله تعالى : (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ، ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ) (العلق : ١٥ ـ ١٦). فأبدل «ناصية» وهي نكرة من «الناصية» وهي معرفة.
أمّا المطابقة في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث ، فواجبة في بدل الكل من الكل ، ما لم يمنع مانع من التثنية والجمع ، ككون أحدهما مصدرا نحو الآية : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً حَدائِقَ وَأَعْناباً) (النبأ : ٣١ ـ ٣٢) حيث أبدل الجمع وهو «حدائق» من المفرد «مفازا») أو كقصد التفصيل كقول الشاعر :
وكنت كذي رجلين رجل صحيحة |
ورجل رمى فيها الزمان فشلّت |
ه ـ يبدل الاسم الظاهر من الاسم الظاهر كالأمثلة السابقة ، ولا يبدل الضمير من الضمير (١) ، كما لا يبدل الضمير من الاسم الظاهر. لكن يجوز إبدال الظاهر من ضمير الغائب ، نحو الآية : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) (الأنبياء : ٣) حيث أبدل «الذين» من «الواو» التي هي ضمير الفاعل. أمّا إبدال الظاهر من ضمير الحاضر ، فلا يجوز إلا في حالات ثلاث :
١ ـ إذا كان مقتضيا للإحاطة ، نحو الآية : (تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا) (المائدة : ١١٤). حيث أبدل «أولنا وآخرنا» من الضمير في «لنا».
٢ ـ إذا كان بدل بعض من كل كقول الشاعر :
أوعدني بالسجن والأداهم |
رجلي فرجلي شثنة المناسم |
حيث أبدل «رجلي» من ياء المتكلّم في «أوعدني» ، بدل بعض من كل.
٣ ـ إذا كان بدل اشتمال كقول الشاعر :
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا |
وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا |
حيث أبدل «مجدنا» و «سناؤنا» من الضمير في «بلغنا» بدل اشتمال.
و ـ يبدل الفعل من الفعل ، بدل كل من كل ، نحو : «زرنا ألمم بنا» أو بدل اشتمال نحو الآية : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) (٢) (الفرقان : ٦٨ ـ ٦٩) أو بدل بعض من كل نحو : «إن تصلّ تسجد لله يرحمك». وتبدل الجملة من الجملة ، نحو الآية : (أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ
__________________
(١) أما في مثل : «قمت أنت» ، أو «مررت بك أنت» فالضمير المنفصل توكيد.
(٢) «يضاعف» بدل من الفعل «يلق».