واختار «الخطيب»
وجوب نقل الرواية على التمام ، وحرمة الحذف إن كان فيما حذف منها معرفة حكم وشرط
وأمر. لا يتم التعبد والمراد بهذا الخبر إلا بروايته على وجهه . وعلى هذا الوجه يحمل قول من قال : لا يحل اختصار
الحديث.
وروى «الخطيب»
عن «مالك» أنه كان لا يرى أن يختصر الحديث إذا كان عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
وسئل «أبو عاصم
النبيل» عن اختصار الحديث ، فقال : نعم يكره ، لأنهم يخطئون المعنى .
كما ذهب «الخطيب»
إلى جواز رواية الحديث على النقصان ، وحذف بعضه إن كان المتروك من الخبر متضمنا
لعبادة أخرى ، وأمرا لا تعلق له بمتضمن البعض الذي رواه ولا شرطا فيه ، لأن الذي
تركه ـ والحالة هذه ـ بمنزلة عبارتين منفصلتين ، أو سيرتين ، أو قضيتين لا تعلّق
لأحدهما بالأخرى ...
وكان «سفيان
الثوري» يروي الأحاديث على الاختصار لمن قد رواها له على التمام ، لأنه كان يعلم
منهم الحفظ لها ، والمعرفة بها .
وقال «الخطيب»
: إن كان النقصان من الحديث شيئا لا يتغير به المعنى ، كحذف بعض الحروف والألفاظ ،
والراوي عالم واع محصل لما يغير المعنى ، وما لا يغيره من الزيادة والنقصان فإن
ذلك سائغ له ، على قول من أجاز الرواية على المعنى دون من لم يجز ذلك .
__________________