قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الحديث النبوي في النحو العربي

الحديث النبوي في النحو العربي

الحديث النبوي في النحو العربي

المؤلف :الدكتور محمود فجال

الموضوع :اللغة والبلاغة

الصفحات :384

تحمیل

الحديث النبوي في النحو العربي

37/384
*

قال : وإذا لم يتجه الإعراب فسد المعنى ؛ فإنّ اللحن يغيّر المعنى واللفظ ، ويقلبه عن المراد به إلى ضده ، حتى يفهم السامع خلاف المقصود منه.

وقد روي أن أعرابيا سمع قارئا يقرأ : «أن الله برىء من المشركين ورسوله» (١) بجر «رسوله» فتوهم عطفه على «المشركين» ، فقال ، أو برىء الله من رسوله؟ فبلغ ذلك «عمر بن الخطاب» ـ لعنة الله عليه ـ فأمر ألّا يقرأ القرآن إلا من يحسن العربية. على أن «الحسن» قد قرأها بالجرّ على القسم.

وقد ذهب على الأعرابي فهم ذلك لخفائه.

وسمع أعرابي رجلا يقول : (أشهد أن محمدا رسول الله) ، بفتح «رسول» فتوهم أنه نصبه على النعت ، فقال : يفعل ما ذا؟

وقال رجل لآخر : ما شانك؟ بالنصب ، فظن أنه يسأل عن شين به ، فقال : عظم في وجهي.

وقال رجل لأعرابي : كيف أهلك؟ (٢) بكسر اللام ، وهو يريد السؤال عن أهله ، فتوهّم أنه يسأل عن كيفية هلاك نفسه ، فقال : صلبا.

__________________

(١) التوبة : ٣ ، قال «الألوسي» ـ ١٢٧٠ ه‍ : قرأ «الحسن» و «ابن أبي إسحاق» و «عيسى بن عمرو» : «ورسوله» بالنصب ، وعليها فالعطف على اسم «أنّ» وهو الظاهر ، وجوّز أن تكون الواو بمعنى «مع» ، ونصب «رسوله» على أنه مفعول معه ، أي : برىء معه منهم. وعن «الحسن» أنه قرأ بالجر ، على أن الواو للقسم ، وهي كالقسم بعمره ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في قوله ـ سبحانه ـ : «لعمرك».

وقيل : يجوز كون الجر على الجوار ، وليس بشيء ، وهذه القراءة لعمري موهمة جدا ، وهي في غاية الشذوذ ، والظاهر أنها لم تصح» ثم ذكر «الألوسي» قصة الأعرابي المذكورة ، ثم قال : فعندها أمر «عمر» بتعليم العربية ، ونقل أنّ «أبا الأسود الدؤلي» سمع ذلك فرفع الأمر إلى «علي» ـ كرم الله وجهه ـ فكان ذلك سبب وضع النحو. والله أعلم. أه «روح المعاني» ١٠ : ٤٧. قال «أبو حيان» ـ ٧٥٤ ه‍ : وقرىء : «ورسوله» بالجر شاذا ، ورويت عن «الحسن». «البحر المحيط» ٥ : ٦

(٢) في العبارة لحن ، وصوابها كيف أهلك)؟ وتعرب «كيف» هنا : اسم استفهام في محل رفع خبر مقدم ، و «أهل» : مبتدأ مؤخر مرفوع ، وهو مضاف ، و «الكاف» : ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.