قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الحديث النبوي في النحو العربي

الحديث النبوي في النحو العربي

الحديث النبوي في النحو العربي

المؤلف :الدكتور محمود فجال

الموضوع :اللغة والبلاغة

الصفحات :384

تحمیل

الحديث النبوي في النحو العربي

271/384
*

وفي مختصر العين : «بله» بمعنى «كيف» ، وبمعنى «دع».

فأما الجر بعد «بله» ، وهو المجمع على سماعه. فذهب بعض الكوفيين إلى أنها بمعنى «غير» ، فمعنى «بله الأكف» : غير الأكف ، فيكون هذا استثناء منقطعا.

وذهب «الفارسي» : إلى أنها مصدر لم ينطق له بفعل ، وهو مضاف ، وهي إضافة من نصب.

وذهب «الأخفش» : إلى أنها حرف جر.

وأما النصب فيكون على أنه مفعول ، و «بله» مصدر موضوع موضع الفعل ، أو اسم الفعل ليس من لفظ الفعل. فإذا قلت : (قام القوم بله زيدا) فكأنك قلت : تركا زيدا ، أودع زيدا.

وأما الرفع فعلى الابتداء ، و «بله» بمعنى «كيف» في موضع الخبر. ا ه

حكى «ابن التين» رواية «من بله» فتكون مبنية ، و «ما» مصدرية ، وهي وصلتها في موضع رفع على الابتداء ، والخبر هو الجار والمجرور المتقدم.

ويكون المراد بـ «بله» : «كيف» التي يقصد بها الاستبعاد ، والمعنى : من أين اطلاعكم على هذا القدر الذي تقصر عقول البشر عن الإحاطة به.

ودخول «من» على «بله» إذا كانت بهذا المعنى جائز.

ويمكن تلخيص المسألة على أربعة أوجه :

(١) اسم فعل أمر بمعنى «دع» أو «اترك» ناصبة لما يليها على أنه مفعوله ، وفتحة «بله» بنائية ، كقول «ابن هرمة» :

تمشى القطوف إذا غنّى الحداة بها

مشي الجواد فبله الجلّة النّجبا (١)

__________________

(١) القطوف من الدواب وغيره : البطيء ، والنجب : جمع نجيب ، وهو الأصيل الكريم ، والمعنى أن البطيء يمشي كمشي الجواد من الخيل مع الحداء ، فدع الإبل الكرام ، فإنها مع الحداء تسرع أكثر من غيرها.