وقال «الشاطبي» في (المقدمة) أيضا :
... أراد ـ أي الناظم ـ الجمع بين الثناء على الله ـ عزوجل ـ والصلاة على رسوله ، لما في ذلك من البركة الموعود بها في الشرع ، وذلك مرجو القبول والإجابة كما جاء في حديث «فضالة بن عبيد» أنه قال : «بينما رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قاعدا إذ دخل رجل فصلى فقال : اللهم اغفر لي وارحمني. فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عجلت أيها المصلي ، إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله ، وصلّ عليّ ثم ادعه. قال : ثم صلى رجل آخر بعد ذلك فحمد الله وصلى على النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال له النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : أيها المصلي ادع تجب» (١).
قال «الشاطبي» في مقدمة كتابه «المقاصد الشافية» :
ذكر «الرّشاطي» في تاريخه عن «الحسين بن الحسن المروزيّ» قالت : سألت «سفيان بن عيينة» فقلت : يا أبا محمد ما تفسير قول النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «كان من أكثر دعاء الأنبياء قبلي بعرفة : لا إله إلا الله وحده ، لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير» (٢) ، وليس فيه من الدعاء شيء؟.
فقال لي : اعرف حديث «مالك بن الحارث» :
«إذا شغل عبدي ثناؤه عليّ عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي
__________________
(١) أخرجه «الترمذي» في «سننه» في (أبواب الدعوات ـ باب ما جاء في جامع الدعوات) ٥ : ١٧٩ ، وقريب منه في «سنن النسائي» في (باب التمجيد والصلاة على النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ في الصلاة) ، و «مسند أحمد» ٦ : ١٨.
(٢) أخرجه «أحمد» في «المسند». انظر «بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني» ١٢ : ١٣٠ ، و «مسلم» في «صحيحه» في (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار) ٨ : ٦٩ ، ٨٣ ، و «مالك» في «الموطأ» في (كتاب القرآن ـ باب ما جاء في ذكر الله تعالى) ١ : ٢٠٩ ، و (باب ما جاء في الدعاء) ١ : ٢١٥ ، و «الترمذي» في «سننه» في (أبواب الدعوات ـ باب في فضل :
لا حول ولا قوة إلا بالله) ٥ : ٢٣١ ، و «القرى لقاصد أمّ القرى» : ٣٩٦.