بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين على نعمه وآلائه ، وأفضل الصلاة والتسليم على محمّد سيد أنبيائه ، وعلى الأئمة المعصومين من آله خلفائه.
وبعد ، فالمكتبة الشيعيّة الإماميّة ، تزخر بالمؤلّفات الأصوليّة الكلامية ، لما لمسائل علم الكلام من بالغ الأهمّيّة ، فمعرفتها من الواجبات العينيّة ، التي تجب على كلّ مسلم بالأدلّة العقلية القطعية.
ولقد تفنّن علماء الكلام في بلورة هذا العلم ، وابدعوا في عرض مناهجه ، وسبك كتبه ، كلّ حسب قناعته ، وأسلوبه بما يناسب زمانه ، ومدارك أهل عصره.
والمتتبِّع الذي يجوس خلال معاجم تراجم علماء الكلام ، وفهارس كتب الأعلام ، في مختلف الطبقات وعلى مدى العصور والأعوام ، يقف ـ لكلّ واحد ـ على كتاب أو أكثر في هذا العلم الشريف.
والمتوغّل في الثروة الكلامية الموجودة ، يعرف دلالتها على ما ذكرنا من اختلاف المناهج ، وتعدّد الأساليب ، بوضوح ، ويطمئنّ على أنّ المفقود منها ـ وهو ليس بالقليل ـ قائمٌ على ذلك.
ومن العيّنات القيّمة التي ـ تشهد على ما قلنا ـ هو كتاب « عجالة المعرفة في أصول الدين » تأليف الإمام ، ظهير الدين ، محمّد ابن الإمام قطب الدين سعيد بن هبة الله ، الراونديّ ، من أعلام القرن السابع الهجري.
فقد كان في عداد المفقود من التراث ، حتّى لم يذكر اسمه في شيء من الفهارس أو المعاجم ، سواء القديمة منها او الحديثة ! وهو كتاب بديع في