الأبرش (١) وفي قدّدت وفي قولها للزّبّاء (٢) والبيت في قصّه قتل الزّبّاء لجذيمة ، وهي (٣) معروفة [و] احترز أيضا بفائدة [عن الحشو (٤)] وهو زيادة معيّنة لا لفائدة [المفسد] للمعنى [كالنّدى (٥) في قوله : ولا فضل فيها] أي في الدّنيّا : [للشّجاعة والنّدى (٦) * وصبر الفتى لو لا لقاء شعوب]
________________________________________
وكان بعد عيسى صلوات الله وسلامه عليه بثلاثين سنة ، وتولّى الملك بعد أبيه ، وهو أوّل من ملك الحيرة ، وكان ملكه متّسعا ، وكان يغيّر على ملك الطّوائف حتّى غلب على كثير ممّا في أيديهم ، وهو أوّل من أوقد الشّمع ، ونصب المجانيق للحرب.
(١) البرش في الأصل نقط يخالف لونها لون سائر الفرس ، ثمّ نقل للأبرص ، وقيل لذلك الرّجل الأبرش لبرص كان به ، فهابت العرب أن تصفه بذلك ، فقالوا : الأبرش.
(٢) وهي امرأة تولّت الملك بعد أبيها.
(٣) أي القصّة معروفة ، وحاصلها أنّ جذيمة قتل أبا الزّبّاء ، وغلب على ملكه وكانت الزّبّاء عاقلة ، فبعثت إليه بأنّ ملك النّساء لا يخلو من ضعف في السّلطان ، فأردت رجلا أضيف إليه ملكي وأتزوّجه فلم أجد كفؤا غيرك ، فأقدم عليّ لذلك ، فطمع في زواجها لأجل أنّ يتّصل ملكه بملاكها ، فتوجّه إليها ، ولمّا حضر غير مستعدّ للحرب في أبواب حصنها ، فأدخلته الزّبّاء في بيتها فأمرت بشدّ عضديه ، ثمّ أمرت برواهشه فقطعت ، والقصّة طويلة لخّصتها خوفا من التّطويل.
(٤) وهو في اللّغة بمعنى الملأ ، يقال حشّ الوسادة بالقطن ، أي ملأها به ، وفي الاصطلاح هو زيادة معيّنة لا لفائدة ، وبعبارة أخرى الحشو هو أن يزاد في الكلام زيادة بلا فائدة بشرط تعيّن تلك الزيادة ، فالفرق بين الحشو والتّطويل هو تعيين الزّيادة في الأوّل ، دون الثّاني ثمّ الحشو على قسمين أحدهما المفسد ، وثانيهما غير المفسد.
(٥) أي كلّفظ النّدى في بيت أبي الطّيب المتنبّي
(٦) النّدى بالنّون والدّال المهملة كفتى ، بمعنى الكرم والجود والعطاء ، اللّقاء بالقاف واللّام مصدر لقي ، الشّعوب بالشّين المعجمة والعين المهملة كصبور ، اسم من أسماء المنيّة سمّيت بذلك للتّشعّب ، أي التّفرق بها ، وهو علم على جنسها ، فهو ممنوع من الصّرف للعمليّة والتّأنيث ، وإنّما صرفها الشّاعر حيث جرّها بالكسر من دون تنوين