قول الجاهل (١)] أنبت الرّبيع البقل رائيا (٢) الإنبات من الرّبيع فإنّ هذا الإسناد وإن كان إلى غير ما هو له في الواقع لكن لا تأوّل فيه لأنّه (٣) مراده ومعتقده وكذا شفى الطّبيب المريض (٤) ونحو ذلك (٥) فقوله : بتأوّل يخرج ذلك (٦) كما يخرج الأقوال الكاذبة (٧) وهذا (٨) تعريض بالسّكّاكي حيث جعل التّأوّل لإخراج الأقوال الكاذبة فقط (٩)
______________________________________________________
(١) أي الجاهل بالمؤثّر القادر.
(٢) أي معتقدا ذلك ، وهذا بيان لمعنى الجاهل.
(٣) أي لأنّ الإسناد المذكور مراد الجاهل ومعتقده فيكون حقيقة لا مجازا.
(٤) أي كقول الجاهل النّافي للمؤثّر القادر «شفى الطّبيب المريض» حيث إنّ إسناد الشّفاء إلى الطّبيب ليس بتأوّل لأنّه يعتقد أنّ الشّفاء إنّما هو من الطّبيب وإن كان إلى غير ما هو له في الواقع ، لأنّ الشّافي هو الله تعالى.
(٥) أي نحو : شفى الطّبيب المريض ممّا لا يطابق الاعتقاد دون الواقع كما في إسناد الفعل للأسباب العاديّة إذا كان يعتقد تأثيرها نحو : أحرقت النّار الحطب ، وقطع السّكّين الحبل ، فالإسناد في الجميع حقيقة عقليّة لانتفاء التّأويل فيها.
(٦) أي ما ذكر كقول الجاهل : أنبت الرّبيع البقل ونحوه.
(٧) نحو : جاء زيد ، وأنت تعلم أنّه لم يجئ فإنّ إسناد الفعل وإن كان إلى غير ما هو له ، إلّا أنّه لا تأوّل فيه ، فإنّ الكاذب لا ينصب قرينة صارفة عن أن يكون الإسناد إلى ما هو له ، كما أشار إليه الشّارح في المطوّل بقوله : فإنّه لا تأوّل فيها.
واعترض عليه بأنّ ظاهر كلام الشّارح يدلّ على أنّ قول الجاهل المذكور ليس من الأقوال الكاذبة ، مع أنّه منها.
وأجيب : بأنّ المراد من «الأقوال الكاذبة» هي الّتي يعتقد المتكلّم كذبها ويقصد ترويجها ، وقول الجاهل ليس منها بهذا الاعتبار لأنّه يعتقد صدقه.
(٨) أي قول المصنّف وهو «قولنا : بتأوّل».
(٩) أي دون قول الجاهل ، مع أنّه يخرج أيضا.