السابع : تأنيث المذكر على التأويل :
من ذلك قول
الشاعر :
فكان مجنّى
دون من كنت أتقّي
|
|
ثلاث شخوص
كاعبان ومعصر
|
فإنّما أنّث
الشخوص لقصده النساء فحمله على المعنى ثمّ أبان عن إرادته وكشف عن معناه بقوله :
كاعبان ومعصر ونظير ذلك قوله :
وإنّ كلابا
هذه عشر أبطن
|
|
وأنت بريء من
قبائلها العشر
|
فقال : عشر
أبطن يريد : قبائل وأبان في عجز البيت ما أراد فأمّا في النعوت ، فإن ذلك جيد بالغ
تقول : عندي ثلاثة نسّابات وعلّامات لأنّك إنّما أردت عندي ثلاثة رجال ثم جئت
بنسّابات نعتا لهم فهذا الكلام الصحيح وقد قرأت القراء : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ
أَمْثالِها) [الأنعام : ١٦٠] ؛ لأن العدد وقع على حسنات أمثالها.
قال محمد بن
يزيد : ومن الشيء الذي في الشعر فيكون جميلا ومجازه مجاز الضرورات عند النحويين
وليس عنده كذلك قولهم في الكلام : ذهبت بعض أصابعه ؛ لأن بعض الأصابع إصبع فحمله
على المعنى ، قال جرير :
لمّا أتى خبر
الزّبير تواضعت
|
|
سور المدينة
والجبال الخشّع
|
لأنّ السور من
المدينة وقال أيضا :
رأت مرّ
السّنين أخّذن منّي
|
|
كما أخذ
السّرار من الهلال
|
فقال : أخذن
فرده إلى السنين ولم يرده إلى مرّ ؛ لأنه لا معنى للسنين إلا مرها ومثله قول
الأعشى :
وتشرق بالقول
الذي قد أذعته
|
|
كما شرقت صدر
القناة من الدّم
|
لأنّ صدر
القناة من القناة.
قال محمد بن
يزيد : يردّ على من ادّعى أنّ هذا مجراه مجرى الضرورة القرآن أفصح اللغات وسيدها
وما لا تعلق به ضرورة ولا يلحقه تجوز.