أي : (زينه شركاؤهم) فعلى هذا تقول : ضرب زيد عبد الله لأنك لمّا قلت : ضرب زيد علم أنّ له ضاربا فكأنك قلت : ضربه عبد الله. وعلى هذا ينشد :
ليبك يزيد ضارع لخصومة
ومن هذا الباب قول القطامي :
فكرت تبتغيه فوافقته |
|
على دمه ومصرعه السّباعا |
لأنه لمّا قال : وافقته علم أنّها قد صادفت السباع معه فكأنّه قال : صادفت السباع على دمه ومصرعه ومثل ذلك :
وجدنا الصالحين لهم جزاء |
|
وجنّات وعينا سلسبيلا |
أي : وجدنا لهم عينا فلهذا باب في الضرورات غير ضيق وممّا يقرب من هذا الباب قوله :
أقامت على ربعيهما جارتا صفا |
|
كميتا الأعالي جونتا مصطلاهما |
وإنّما الكلام : (جونا المصطليين) فرده إلى الأصل في المعنى لأنّك إذا قلت مررت برجل حسن الوجه فمعناه : حسن وجهه فإذا ثنيت قلت : برجلين حسن الوجوه ، فإن رددته إلى أصله قلت : برجلين حسن وجوههما فإذا قلت : وجوههما لم يكن في (حسن) ذكر ما قبله ، وإذا أتيت بالألف واللام وأضفت الصفة إليها كان في الصفة ذكر الموصوف فكان حقّ هذا الشاعر لما قال : مصطلاهما أن يوحد الصفة فيقول : جون مصطلاهما.
__________________
ـ فالأولاد في موضع نصب ، وشركاؤهم : يرتفعون بفعلهم ، وفعلهم التّزيين ، والتّقدير : وكذلك زيّن شركاؤهم أن قتل كثير من المشركين أولادهم فهذه قراءة النّاس كلّهم إلّا أهل الشّام فإنّهم قرءوا : (وكذلك زيّن) بضمّ الزّاي (قتل) بالرّفع (أولادهم) بالنّصب (شركائهم) بالخفض على تقدير : قتل شركائهم أولادهم ، ففرّقوا بين المضاف والمضاف إليه ، كما قال الشّاعر :
فزججتها متمكّنا |
|
زجّ القلوص أبي مزاده |
أراد : زجّ أبي مزادة القلوص [إعراب القراءات السبع : ١ / ١٧٢].