وضربت في صلة (رجل) وثم هاء تعود على (رجل) ويقولون إذا قلت : (أنت الذي تقوم وأنت رجل تقوم وأنت الرجل تقوم) ، فإن هذا كله يلغى ؛ لأن الإعتماد على الفعل ، فإن جعلوا الفعل للرجل قالوا : (أنت الرجل يقوم) وقالوا إذا قلت : (أنت من يقوم) لم يجز إلا بالياء ؛ لأن (من) لا تلغى وقالوا قلت (أنت رجل تأكل طعامنا) وقدمت الطعام حيث شئت فقلت :(أنت طعامنا رجل تأكل) أجازوه في (رجل) وفي كل نكرة وهذا لا يجوز عندنا ؛ لأن الغاء (رجل) والرجل والذي غير معروف عندهم وهؤلاء يقولون إذا قلت : (أنت الرجل تأكل طعامنا) أو آكلا طعامنا لم يجز أن تقول : (أنت طعامنا الرجل آكلا) ؛ لأنه حال وصلة الحال والقطع عندهم لا يحال بينهما وقالوا : إذا قلت : (أنت فينا الذي ترغب) كان خطأن ؛ لأن (الذي) لا يقوم بنفسه ورجل قد يقوم بلا صلة قالوا : فإن جعلت (الذي) مصدرا جاز فقلت :(أنت فينا الذي ترغب) ووحدت (الذي) في التثنية والجمع قال الله عز وجل : (وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا) [التوبة : ٦٩] يريد : كخوضهم ويقولون على هذا القياس : (أنت فينا الذي ترغب) وأنتما فينا الذي ترغبان وأنتم فينا الذي ترغبون وكذاك المؤنث (أنت فينا الذي ترغبين) تريد : (أنت فينا رغبتك) ولا تثنى (الذي) ولا تجمع ولا تؤنث وكذاك : (الذي تضرب زيدا قائما وما تضرب زيدا قائما) تريد : (ضربك زيدا قائما) قالوا : ولا يجوز هذا في (إن) ؛ لأن (إن) أصله الجزاء عندهم ، وإذا قدمت رجلا والرجل والذي وهو ملغى كان خطأ في قول الفراء قال : إنه لا يلغى متقدما وقال الكسائي : تقديمه وتأخيره واحد.
وإذا قلت : (أين (١) الرجل الذي قلت وأين الرجل الذي زعمت) ، فإن العرب تكتفي (بقلت وزعمت) من جملة الكلام الذي بعده ؛ لأنه حكاية تريد : الذي قلت إنه من أمره كذا
__________________
(١) أين الاستفهاميّة : اسم استفهام عن مكان ، وهي مغنية عن الكلام الكثير ، وذلك أنّك إذا قلت : " أين بيتك". أغناك عن ذكر الأماكن كلّها ، وهو سؤال عن المكان الّذي حلّ فيه الشيء ، ، وإذا دخلته" من" كان سؤالا عن مكان بروز الشيء تقول : " من أين قدمت" وهو مبنيّ على الفتح في الحالات كلّها. انظر معجم القواعد ٢ / ١٤٠.