ويجيز البغداديون : خمسة دراهمك ودرهمك ينوي في الأول الإضافة وهذا إنما يجوز عندي مثله في ضرورة الشاعر قالوا : وقد سمع : برئت إليك من خمسة وعشري.
النخاسين قالوا : ولا يجوز مع المكنى وتقول : عندي خمسة وزنا تنصب وترفع من نصب فعلى المصدر ومن رفع جعله نعتا.
كأنه قال : خمسة موزونة ، وإذا قالوا : عندي عشرون وزن سبعة نصبوا ورفعوا مثل ذلك وكذلك إن أدخلوا الألف واللام قالوا : عندي العشرون وزن السبعة ووزن السبعة النصب والرفع وكان الأخفش يجيز : كم رجلا عندك وعبيده يعطف (عبيده) على المضمر الذي في (عندك) ويرفعه قال : ولو قلت : كم رجلا وعبيده عندك على التقديم والتأخير جاز كأنك قلت : كم رجلا عندك وعبيده قال الشاعر :
ألا يا نخلة من ذات عرق |
|
عليك ورحمة الله السّلام |
وقال يزيد بن الحكم الثقفي :
جمعت وبخلا غيبة ونميمة |
|
ثلاث خصال لست عنها بمرعوي (١) |
__________________
(١) اختصاص الواو العاطفة : تختصّ الواو من سائر حروف العطف بواحد وعشرين حكما :
(١) أنّها تعطف اسما لا يستغنى عنه ك" اختصم عمرو وخالد" واصطفّ بكر وعليّ و" اشترك محمّد وأخوه" و" جلست بين أخي وصديقي" ؛ لأن الاختصام والاصطفاف والشّركة والبيّنيّة من المعاني التي لا تقوم إلا بإثنين فصاعدا.
(٢) عطف سببيّ على أجنبيّ في الاشتغال ونحوه ، نحو" زيدا أكرمت خالدا وأخاه" (الأجنبي هو" خالدا والسببي هو" أخاه".
(٣) عطف ما تضمّنه الأوّل إذا كان المعطوف ذا مزيّة نحو : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) (الآية : ٢٣٨ سورة البقرة).
(٤) عطف الشّيء على مرادفه نحو (شِرْعَةً وَمِنْهاجاً) (الآية : ٣٨ سورة المائدة).
(٥) عطف عامل قد حذف وبقي معموله نحو (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ) (الآية : ٩ سورة الحشر) وكلمة الإيمان في الآية ، وإن كانت في الظاهر معطوفة على الدار ولكن فعل" تبوؤوا" لا يصح للإيمان ؛ لأن