«اختلف علي بن أبي طالب وعثمان في الرجل يموت وليس له عصبة يرثونه وله ذو قرابة لا يرثونه ، ليس لهم سهم مفروض ، فقال عليّ : ميراثه لذوي قرابته ، لأنّ الله تعالى يقول : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) وقال عثمان : اجعل ماله في بيت مال المسلمين. (١)
٧. ما رواه الشيخ في «التهذيب» عن محمد بن الحسن الصفار ، عن السندي ، عن موسى بن حبيش ، عن عمّه هاشم الصيداني ، قال : كنت عند العباس وموسى بن عيسى ، وعنده أبو بكر بن عيّاش ، وإسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ، وعلي بن ظبيان ، ونوح بن درّاج تلك الأيام على القضاء ، قال : فقال العباس : يا أبا بكر أما ترى ما أحدث نوح بن درّاج (٢) في القضاء ، أنّه ورث الخال ، وطرح العصبة ، وأبطل الشفعة ، فقال أبو بكر بن عياش : ما عسى أن أقول لرجل قضى بالكتاب والسنّة ، قال : فاستوى العبّاس جالساً فقال : وكيف قضى بالكتاب والسنّة؟ فقال أبو بكر : إنّ النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ لما قُتل حمزة بن عبد المطلب بعث علي بن أبي طالب ـ عليهالسلام ـ فأتاه بابنة حمزة فسوّغها رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ الميراث كلّه ، فقال له العباس : يا أبا بكر فظلم رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ جدّي؟ فقال : مه أصلحك الله ، شرع لرسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ما صنع ، فما صنع رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ إلاّ الحقّ. (٣)
هذا بعض ما روي عن أئمّة أهل البيت ـ عليهمالسلام ـ وغيرهم ومن أراد الإحاطة بكلّ ما روي فعليه الرجوع إلى الجوامع الحديثية.
__________________
(١) الوسائل : ١٧ ، الباب ٨ من أبواب موجبات الإرث ، الحديث ٩.
(٢) هو اخو جميل بن درّاج : كان قاضياً في الكوفة ، ترجمه النجاشي عند ترجمة ابنه ، أيوب في رجاله وقال : «صحيح الاعتقاد» أي شيعي إماميّ.
(٣) تهذيب الأحكام : ٦ / ٣٥٦ ، ذيل الحديث ٦٣ ، باب في الزيادات في القضايا والأحكام ط الغفاري. ونقله ملخصاً في الوسائل ، الباب ٨ من أبواب موجبات الإرث ، الحديث ٣.