والجملة لا بد أن يكون فيها ركنان أساسيان أو «عمدتان» يربط بينهما «الإسناد» ، وهو من أهم المصطلحات النحوية ؛ فالخبر يسند إلى المبتدأ ، والفعل يسند إلى الفاعل أو نائب الفاعل ، أي أن الخبر والفعل مسند ، والمبتدأ والفاعل ونائب الفاعل مسند إليه.
* * *
ركنا الجملة الاسمية
للجملة الاسمية ركنان أساسيان ، متلازمان تلازما مطلقا ، حتى اعتبرهما سيبويه كأنهما كلمة واحدة وهما المبتدأ والخبر. وحين تلتقى بجملة اسمية عليك أن تسأل نفسك : أين المبتدأ وأين الخبر؟ وعليك أن تحدد موقعهما بدقة.
والمبتدأ هو الاسم الذي يقع في أول الجملة ، لكي نحكم عليه بحكم ما ، وهذا الحكم الذي نحكم به على المبتدأ هو الذي نسميه الخبر ؛ فهو الذي يكمل الجملة مع المبتدأ ويتمم معناها الرئيسي.
والمبتدأ والخبر مرفوعان ، وعلينا أن نبحث عن العامل الذي يعمل فيهما الرفع.
سبق أن قلنا إن الفعل هو الذي يرفع الفاعل وينصب المفعول والظرف .. الخ ، وأن حرف الجر هو الذي يعمل الجر في الاسم ، وأن حرف النصب يعمل النصب في الاسم أو في الفعل. فهذه كلها عوامل لفظية.
أما العامل في المبتدأ فهو عامل معنوي وهو ما نسميه (الابتداء) ، ولذلك يعرف المبتدأ بأنه الاسم المجرد من العوامل اللفظية ، فكون الاسم مبتدأ هو الذي يعمل فيه الرفع ، وإذا سبقه عامل لفظي يعمل فيه ، نسخ حكمه وجعله شيئا آخر غير المبتدأ. أما الخبر فالذي يعمل فيه الرفع هو المبتدأ.
العامل في المبتدأ إذن هو الابتداء ، والعامل في الخبر هو المبتدأ.
ملحوظة : (هناك خلاف كبير بين نحاة البصرة ونحاة الكوفة في العامل في الجملة الاسمية لا مجال لعرضه هنا ، وما قدمناه لك هو الرأي الشائع في كتب النحو.)