قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تهذيب اللغة [ ج ١٠ ]

219/365
*

لها كَوكَبٌ فَخْمٌ شديدٌ وُضوحُها

ويومٌ ذُو كَواكبَ إذا وُصف بالشدّة كأنه أَظْلَمَ بما فيه من الشدائدِ حتى رُؤِي كواكِبُ السماء. ومنه قولُ طرفة : وتُرِيه النَّجْمَ يَجري بالظُّهُرْ وقال : تُرِيه الكواكِب كفراً وبِيضاً.

(ثعلب عن ابن الأعرابي) : غلامٌ كَوكبٌ إذا تَرَعْرع وحَسُنَ وجْهُه.

وقال المؤرِّجُ : الكوكبُ : الماءُ ، والكَوكبُ : السّيفُ ، والكوكَبُ : سيِّدُ القوم.

(قلت) : وسمعْتُ غيرَ واحدٍ من العرب يقول : الزُّهرَةُ من بينِ الكواكب : الكوكَبَةُ يُؤَنِّثونَها ، وسائر الكواكب تُذكَّرُ ، فيقال : هذا كوكبٌ قد طلَع.

قال الله جلّ وعزّ : (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً) [الأنعام : ٧٦].

ومِثْلُ الكوكب : القَوْقَلُ ، والشَّوْشَبُ ، وأمَّا شَوْزَبٌ فهو (فَوْعَلٌ) من شَزَبَ.

بكا : البُكَا يُقْصَرُ ويمَدُّ ، قال ذلك الفرّاء وغيرُه وأنشد :

بكَتْ عَيْنِي وحُقَّ لها بُكَاها

وما يُغْنِي البُكَاءُ ولا العَويلُ

وقد بَكَى الرجلُ يَبْكِي ، فهو باكٍ. وباكَيْتُ فلاناً فبكَيْتُه إذا كنتَ أكْثَر بُكَاءً منه.

(ثعلب عن الأصمعي وأبي زيد) قالا : بَكَيْتُ الميِّتَ وبكَّيْتُه كلاهما إذا بَكَيْتَ عليه ، وأَبكَيْتُه إذا صنَعْتَ به ما يَحمِلُه عَلَى البكاء.

بكأ : الأصمعي : بَكُؤَتِ الناقةُ والشّاةُ تَبْكُؤُ بَكَاءً إذا قَلَّ لبنُها ، وناقةٌ بَكِيئَةٌ وهي القليلةُ اللّبَنِ. وأنشد أبو عبيد :

ولَيَأْزِلَنَّ وتَبْكُؤَنَ لِقَاحُه

ويُعَلِّلَنَّ صَبِيَّهُ بسَمَارِ

هكذا سمِعنا في كتاب «غريب الحديث» بَكُؤَتْ تبكُؤُ ، وأقرأنا الإياديُّ في كتاب «المصنَّف» لشمرٍ عن أبي عبيد عن أبي عمرٍو : بَكَأَتِ الناقةُ تَبْكَأُ إذا قلَّ لبنُها.

وقال أحمد بن يحيى في تفسير حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نحنُ مَعَاشِرَ الأنْبِياءِ فِينَا بَكْءٌ» قال : معناه فِينا قِلّةُ كلام إلَّا فيما نحتاجُ إليه ، مثل بَكْءِ الناقةِ إذا قَلَّ لبنُها».

وقال أبو زيدٍ : بكَأَتِ النّاقةُ تَبْكَأُ ، وبكُؤَتْ تَبْكُؤُ بَكَاءٍ وبَكْأً ، كلُّ ذلك مهموزٌ ، وجمعُ البَكِيئَةِ من النُّوقِ : بَكَايَا.

بوك : (ثعلب عن ابن الأعرابي): البَوْكُ : سِفَاد الحِمَارِ ، والبَوْكُ : تَثْوِيرُ الماءِ.

يقال : باكَ العَيْنُ يَبُوكُهَا ، وفي الحديث «أَنَّ بَعْضَ المُنَافِقِينَ باكَ عَيْناً كانَ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قَدْ وَضَعَ فيها سَهْماً».

والبَوْكُ : البَيْعُ ، وحكي عن أَعْرابيِّ أنّه قال : «مَعِي دِرْهَمٌ بَهْرَجٌ لا يُبَاكُ به شيءٌ»