إلّا
خديعة ودهاء ومكيدة» .
وممّا يدلّ على أنه الخبير المعلّم
الماهر ـ لا بمعنى السياسة الّتي هي ليست إلّا المكر والخديعة ـ تأنيبه لأهل
العراق بعد أنْ بلغه من أمر أبي موسىٰ ما بلغه : «إنّي تقدمت إليكم في
هذه الحكومة ونهيتكم عنها ، فأبيتهم إلّا عصياني ، فكيف رأيتهم عاقبة أمركم إذ
أبيتم عليَّ ، والله إنّي لأعرف من حملكم علىٰ خلافي والترك لأمري ، ولو
أشاء آخذه لفعلت». ولكن الله من
ورائه فهو عليم بظواهر الناس وبواطنهم ، علم إلهي وثقافة إسلامية.
ولما تعاهد ثلاثة من الخوارج علىٰ
قتل علي عليه السلام ومعاوية وعمرو ابن العاص ـ مما هو معروف في التاريخ
ـ دسَّ معاوية اُناساً إلى الكوفة يشيعون موته ، وأكثر القول في ذلك ، حتّىٰ
بلغ علياً عليه السلام فقال في مجلسه : «قد أكثرتم من نعي معاوية ، والله ما مات
ولا يموت حتّىٰ يمك ما تحت قدمي. وانّما أراد ابن آكله الأكباد أنْ يعلم ذلك
مني ، فبعث من يشيع ذلك فيكم؛ ليعلم ويتيقن ما عندي فيه ، وما يكون من أمره في
المستقبل من الزمان».
ثمّ لما [انقرض]
بنو سفيان جاء بنو مروان [يقدمهم]
عبد الملك الّذي أمر الحجّاج بهدم الكعبة وحرقها ، وقتل عبدالله بن الزبير بين
الكعبة والمقام ، وقتل ابن عمه عمرو بن سعيد الأشدق
__________________