بعده على معنى التذكر. [الخزانة ج ٤ / ٤٠٧ ، وسيبويه ج ١ / ١٤٤ ، والخصائص ج ٢ / ٤٢٧ وشرح المفصل ج ١ / ١٢٦].
(٤٠٩) شهدنا فما تلقى لنا من كتيبة |
يد الدهر إلا جبرئيل أمامها |
هو لكعب ، أو حسان ، وقد مضى في الميم المضمومة.
(٤١٠) شمّ مهاوين أبدان الجزور مخا |
ميص العشيّات لا خور ولا قزم |
وقبل البيت :
يأوي إلى مجلس باد مكارمهم |
لا مطمعي ظالم فيهم ولا ظلم |
وقوله : يأوي : فاعله ضمير مستتر. والمجلس : موضع الجلوس ، وقد أطلق هنا على أهله ، تسمية للحالّ ، باسم المحلّ ، يقال : انفضّ المجلس. بدليل الأوصاف التالية ، ولهذا عاد الضمير إليه من «مكارمهم» بجمع العقلاء. وباد : بمعنى ظاهر ، نعت سببي لمجلس.
وقوله : لا مطمعي : صفة ثانية لمجلس. وأصله مطمعين ، حذفت نونه للإضافة.
وقوله : ولا ظلم : جمع ظلوم صفة ثالثة لمجلس. يريد : أن الناس قد عرفوا أنه من ظلمهم انتصفوا منه ، فليس أحد يطمع في ظلمهم ، ولا هم يظلمون أحدا.
وقوله : شمّ ، جمع أشم : صفة رابعة لمجلس. وصفهم بالارتفاع إما في النسب أو الكرم أو القدر أو العزّة.
وقوله : مهاوين : صفة خامسة لمجلس ، وهو مجرور بالفتحة ، لأنه على صيغة منتهى الجموع ، وهو جمع مهوان ، مبالغة مهين ، من أهانه ، أي : أذله ، والأبدان هنا : جمع بدن ، وهو من الجسد ما عدا الرأس واليدين والرجلين ، وإنما آثر ذكره على غيره ، لإفادة زيادة وصفهم بالكرم ، فإنهم إذا فرقوا أفضل لحم الجزور ، فتفريق ما سواه يكون بالطريق الأولى ، والإضافة ، من إضافة بعض الشيء إلى كله ، والجزور : يقع على الذكر والأنثى من الإبل خاصة ، والجمع جزر ، وجزائر ، ولفظ الجزور أنثى ، فيقال : رعت الجزور. ومخاميص : صفة سادسة لمجلس مجرور بالكسرة لأنه مضاف ، وهو جمع مخماص ، مبالغة خميص ، من خمص إذا جاع. والعشيات : جمع عشي ، من صلاة المغرب إلى