إِحْساناً
، وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ ، وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً»
، عطف قوله «قولوا» على قوله «لا تعبدون» لأنّه بمعنى : لا تعبدوا.
الثالث : أن
يكون للجملة الأولى محل من الإعراب وقصد إشراك الجملة الثانية لها فى الحكم
الإعرابى ، وهذا كعطف المفرد على المفرد ، لأنّ الجملة لا يكون لها محل من الإعراب
حتى تكون واقعة موقع المفرد. وينبغى هنا أن تكون مناسبة بين الجملتين كقوله تعالى
: (يَعْلَمُ ما يَلِجُ
فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها ، وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ
فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ) وقوله : (وَاللهُ يَقْبِضُ
وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).
ولذلك عيب على
أبى تمام :
لا والذى هو
عالم أنّ النوى
|
|
صبر ، وأنّ
أبا الحسين كريم
|
إذ لا مناسبة
بين كرم أبى الحسين ـ محمد بن الهيثم ـ ومرارة النوى ، ولا تعلق لأحدهما بالآخر.
ومن إشراك
الجملة الثانية بالأولى فى الحكم الإعرابى قول المتنبى :
وللسرّ منى
موضع لا يناله
|
|
نديم ولا
يفضى إليه شراب
|
فجملة «لا
يناله نديم» صفة لـ «موضع» ولذلك جاز أن يعطف عليها جملة «ولا يفضى إليه شراب».
وذكر عبد
القاهر الجرجانى لونا من الوصل ، وهو أن يؤتى بالجملة فلا يعطف على ما يليها ولكن تعطف
على جملة بينها وبين هذه التى تعطف جملة أو جملتان ، مثال ذلك قول المتنبى :
تولّوا بغتة
فكأنّ بينا
|
|
تهيّبنى
ففاجأنى اغتيالا
|
فكان مسير
عيسهم ذميلا
|
|
وسير الدمع
إثرهم انهمالا
|
__________________