وإنما لم يوصف به لأنه لا أخص منه ولا مساو ، واسم الجنس المعرف باللام والإشارة غير المكاني يوصف ولا يوصف بهما فيوصفان للتوضيح والتخصيص ، ولا يوصف بالعلم ، لأنه لا أخص منه إلا المضمر وهو لا يوصف ، والذي لم يستعمل إلا تابعا يوصف به ولا يوصف نحو : (حسن بسن) (شيطان ليطان) و (جائع نائع) و (مررت بزيد العالم الكريم) فهذه صفات والصفات لا توصف لأنه لا يصح الوصف لما لا يتحقق فيه الذاتية ، وهي غير متحققة في الصفة.
قوله : (والموصوف أخص أو مساو) ولأنه هو المقصود والصفة غير مقصودة ، فلا يليق جعل غير المقصود أخص من المقصود (١).
قوله : (ومن ثم لم يوصف ذو اللام إلا بمثله أو بالمضاف إلى مثله) لأن ما عداهما أخص فيه لأن المعارف (٢) مرتبة فأعرفها الضمير ، ثم العلم ، ثم الإشارة ، ثم المعرف باللام ، ثم المضاف إلى أحدها ، على ما يأتي في موضعه.
قوله : (وإنما التزم وصف هذا بذي اللام للإبهام) هذا على تقدير سؤال وهو أن يقال لم لم يوصف المبهم بمثله؟ ، وبالمضاف إلى مثله ، وبالمضاف إلى ذي اللام ، والتزم وصفه بذي اللام فقط فأجاب بأن ذلك
__________________
(١) ينظر شرح المصنف حيث العبارة منقولة منه بتصرف ٥٨.
(٢) ينظر شرح المصنف ٥٨ ، وشرح الرضي ١ / ٣١٢. قال الرضي في ١ / ٣١٢ : فالمنقول عن سيبويه وعليه جمهور النحاة أن أعرفها المضمرات ثم الأعلام ثم اسم الإشارة ثم المعرف باللام والموصولات ، وكون المتكلم والمخاطب أعرف المعارف ظاهر).