[٢٤٩] أبحنا حيّهم قتلا وأسرا |
|
عدا الشمطاء والطفل الصغير (١) |
و [٦٠] قوله : (أو ما خلا وما عدا وليس ولا يكون) (٢) تقول (قام القوم ما خلا زيدا) و (ما عدا زيدا) و (لا يكون زيدا) و (ليس زيدا) ، وإنما وجب النصب بعد هذه الحروف لأنه مفعول به ، والمفعول به منصوب ، والذي أجاز الجر في (خلا) و (عدا) جعلهما حرفين ، وأما (ما خلا وما عدا) فيحتم فيهما الفعلية لأن (ما) مصدرية وهو يتحتم بعدها الفعل غالبا ، وهذه الأفعال في الاستثناء اتفقوا على أنها لا تتصرف بحال ولا استقبال ، ولا يظهر فاعلها في إفراد ولا تثنية ولا جمع ، ولهذا جعلها بعضهم حروفا واختلف القائلون بفعليتها ، أين فاعلها؟ فقيل : لا فاعل لها لأنها وقعت موقع ما لا يحتاج إلى فاعل وهو (إلا) ، وضعف بأنها لو استغنت عن فاعل لاستغنت عن مفعول ، والتضعيف ضعيف ، وقيل فاعلها ضمير مجهول لا يفسره شيء ، وقال المبرد : هو ضمير يرجع إلى معنى الكلام الأول ، لأن المخاطب قد علم أن ثمّ من قام وحصل في نفسه أن زيدا بعض من قام
__________________
(١) البيت من الوافر وهو بلا نسبة في شرح التسهيل السفر الأول ٢ / ٩٦٦ ، وشرح ابن عقيل ١ / ٦١٩ ، وأوضح المسالك ٢ / ٢٨٥ ، وهمع الهوامع ٣ / ٢٨٥.
والشاهد فيه قوله : (عدا الشمطاء) حيث استعمل عدا حرف جر ولم يذكر سيبويه الجر بـ (عدا) ولا ذكرها المبرد.
(٢) قال ابن مالك في شرح التسهيل السفر الأول ٢ / ٩٦٦ : (واتفق النحويون إلا أبا عمر الجرمي على وجوب نصب المستثنى بـ ((ما عدا وما خلا)) ولزوم النصب بعد ما عدا وما خلا مرده إلى ما المصدرية ، وسيبويه على هذا كما في الكتاب ٢ / ٣٤٩ ، وقال ابن عقيل : (وقد حكى الجرميّ في الشرح الجر بعد ما خلا عن بعض العرب) ، ينظر شرح ابن عقيل ١ / ٦٢٠ ، وشرح الرضي ١ / ٢٣٠.