نحو (اليوم الأحد) وأجاز بعضهم نصب ما أصله المصدر ، نحو (اليوم السبت والجمعة) نظر إلى أصله ، وأجاز هشام والفراء (١) النصب في أيام الأسبوع كلها على تأويل اليوم بالآن.
قوله : (فالأكثر أنه مقدر بجملة) يعني ما وقع من الظرف والحرف معا ، لأنهم يطلقون معا اسم الظرف ، نحو (زيد خلفك) و (زيد في الدار) فإنه يجب ذكر تقديم العامل ، لأن الظرف معمول ، والمعمول لا بد له من عامل ، ولكن لا يظهر ، لأن الظرف قد صار كالعوض عنه ، وأجاز ظهوره بعضهم محتجا بقوله تعالى : (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ)(٢) ولا حجة لهم فيها لأن (عنده) يتعلق بالرؤية لا خبر ، و (مستقرا) حال لأن الظرف والحرف يتعلقان بمحذوف ، حيث يقعان خبرا لمبتدأ ، أو صلة لموصول أو صفة لموصوف ، أو حالا لذي حال (٣) ، وما عدا ذلك متعلقا فيه بموجود أو ما هو في حكم الموجود ، واختلف ما المقدر؟ فزعم ابن السراج (٤) أنه لا يحتاج إلى تقدير ، لأن الكلام تام ولأنه لا يجوز ظهوره ، لأنه يقال (إن في الدار زيدا) ولا يجوز (إن استقر) ولا مستقر في الدار زيد ، وذهب الأخفش (٥) وطاهر (٦) ، وروي عن سيبويه (٧) ، أنه بقدر بمفرد اسم فاعل لأنه أصل الخبر
__________________
خبرا عن اسم عين سواء كان اسم مكان أو لا ، فإن كان غير متصرف نحو (زيد عندك) فلا كلام في امتناع رفعه : وإن كان متصرفا وهو نكرة فالرفع راجح نحو : أنت مني مكان قريب).
(١) ينظر شرح الرضي ١ / ٩٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ٢٦.
(٢) النمل ٢٧ / ٤٠ ، وتمامها : (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي ....)
(٣) ينظر الإنصاف ١ / ٥٢ ، وشرح المفصل ١ / ٩١ ، وشرح المصنف ٢٤ ، وشرح الرضي ١ / ٩٣.
(٤) ينظر الأصول ١ / ٦٣ ، والهمع ٢ / ٢٢.
(٥) ينظر شرح التسهيل السفر الأول ١ / ٤٣١ ـ ٤٣٢.
(٦) ينظر شرح المقدمة المحسبة ١٧٧ ـ ١٨٧.
(٧) ينظر الكتاب ١ / ٤١٨ ، وشرح التسهيل السفر الأول ١ / ٤٣١ ـ ٤٣٢.