وسيبويه (١) ذكر أن المبتدأ يكون نكرة متى أفادت فمتى حصلت الفائدة فأخبر عن أي نكرة شئت ، قال الوالد : وأنا أذكر هذه الستة التي ذكر ، وأدخل فيها ما أمكن دخوله مما ذكر غيره ، وما بقي فحصر سيبويه قد أغنى.
الأول قوله : (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ)(٢) ومراده به الوصف ، ويدخل في هذا الوجه خمسة أوجه ذكر الصفة ، والموصوف معا نحو : (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ) وحذف الصفة دون الموصوف نحو (السمن منوان بدرهم) (٣) أي منه قال :
[٩٨] وما برح الواشون حتى ارتموا بنا |
|
وحتى قلوب عن قلوب صوارف (٤) |
__________________
(١) وحصر سيبويه الابتداء بالنكرة متى أفادت دون أن يحصر المواضع لذلك ، ينظر الكتاب ١ / ٣٣٠ وما بعدها.
(٢) الآية ٢ / ٢٢١ من سورة البقرة وتمامها : (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ...).
(٣) ينظر هذا القول في شرح المفصل ١ / ٩١ ، وأصول ابن السراج ٢ / ٣٠٢ ، وشرح المصنف ٢٤ ، وشرح التسهيل السفر الأول ١ / ٣٩٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٥ ـ ٢٩ والتقدير : (السمن منوان كائن منه بدرهم) والقول شاهد على الابتداء بنكرة موصوفة بمقدر ، فمنوان نكرة ابتدئ بها لأنه موصوفة بوصف مقدر.
(٤) البيت من الطويل ، وهو لمزاحم العقيلي كما في المقاصد النحوية ٢ / ٩٩ ، وينظر شرح التسهيل السفر الأول ٢ / ٣٩٧.
ويروي صوارف بدل صوادف.
والشاهد فيه قوله : (وحتى قلوب عن قلوب صوارف) أي قلوب منا عن قلوب منهم حيث حذف الصفة أو متعلق الجار والمجرور حيث قدره ابن مالك في شرح التسهيل ٢ / ٣٩٧. بـ (منهم) وكما قدره الشارح.