والمجرّد من الإضافة وأل يشمل ثلاثة أنواع : الموصول نحو قوله [من الطويل] :
٦٣٣ ـ أسيلات أبدان دقاق خصورها |
|
وثيرات ما التفّت عليها المآزر (١) |
والموصوف نحو : جمّا نوال أعدّه من قوله [من الطويل] :
٦٣٤ ـ تزور أمرا جمّا نوال أعدّه |
|
لمن أمّه مستكفيا أزمة الدّهر (٢) |
وغيرهما ، نحو : مررت برجل حسن وجه.
هذه اثنتا عشرة صورة مضروبة في حالتي تنكير الصفة وتعريفها تصير أربعة وعشرين ، وكلّ من هذه الأربع والعشرين مضروبة في ثلاثة أحوال الإعراب تبلع اثنتين وسبعين صورة ، ويضمّ إليها صور ما إذا كان معمول الصفة ضميرا وهي ثلاث.
الأولى : أن يكون مجرورا ، وذلك إذا باشرته الصّفة المجرّدة من أل نحو قولك : مررت برجل حسن الوجه جميلة.
الثانية : أن تفصل الصفة من الضمير ، وهي مجرّدة من أل ، نحو : قريش نجياء الناس (٣) ذريّة وكرامهموها.
الثالثة : أن يتّصل به ، ولكن تكون الصفة بأل نحو : زيد الحسن الوجه الجميلة ، والضمير في هاتين الصورتين منصوب ، فصارت خمسا وسبعين ، والصفة إمّا أن تكون لمفرد مذكّر أو لمثنّاه أو لمجموعه جمع سلامة أو جمع تكسير أو لمفرد مؤنّث أو لمثنّاه أو لمجموعه جمع سلامة أو جمع تكسير.
هذه ثمان في خمسين وسبعين تصير ستّمائة ، وإذا نوّعت نفس الصفة إلى مرفوعة ومنصوبة ومجرورة وضربتها في الستّة مائة تصير ألفا وثمانمائة ، وإذا نوّعت الصفة أيضا من وجه آخر إلى مفرد مذكّر ومثنّاه ومجموعه وإلى مفرد مؤنّث ومثنّاه ومجموعه وكانت ثمانيا ، فإذا ضربت فيها الألف والثمانمائة تصير أربع عشر ألفا وأربعمائة. قال : ويستثنى من هذه الصور الضمير ، فإنّه لا يكون مجموعا جمع تكسير ولا جمع سلامة ، وجملة صوره مائة وأربع وأربعون ، فالباقي أربع عشرة ألفا ومائتان وستة وخمسون ، بعضها جائز ، وبعضها ممتنع ، فيخرج منها الممتنع على ما تقدّم ، انتهى.
الثالث : تأنيث الصفة وتثنيتها وجمعها بحسب الضمير المستكن فيها لا بحسب ما أسند إليها. فتؤنّث إن كان موصوفها مؤنّثا وتثنّى وتجمع إن كان موصوفها كذلك
__________________
(١) نسب إلى عمر بن أبي ربيعة وليس في ديوانه. اللغة : أسيلات : طويلات ، أبدان : جمع بدن ، الدقاق : جمع دقيق ، الخصور : جمع الخصر بمعنى وسط البدن ، الوثيرة : من النساء : الكثرة اللحم ، المآزر : جمع المئزر بمعنى الإزار.
(٢) لم يعين قائله. اللغة : الجمّ : الكثير من كلّ شيء ، النوال : النصيب والعطاء ، أمّ : قصد ، الأزمة : الشدّة.
(٣) سقط «نجباء الناس» في «ح».