كالنعت بحال موصوفه ، لأنّه رافع ضمير الموصوف كهو إلا أنّ ذلك أصالة ، وهذا تحويلا ، «نحو : جاءتني امراة كريمة الأب بالإضافة ، أو كريمة أبا بالتمييز ، وجاءني رجلان كريما الأب بالإضافة ، أو كريمان أبا بالتمييز ، وجاءني رجال كرام الأب» بالإضافة ، أو كرام أبا بالتمييز.
«وإلا» يرفع ضمير الموصوف ، بل رفع المتعلّق فهو «كالفعل» الحالّ محلّه ، فيفرد لرفعه ذلك ، ويطابق في التذكير والتأنيث المرفوع لا المنعوت ، نحو : جاءني رجل حسنة جاريته ، كما تقول : حسنت جاريته ، وجاءتني امرأة قائم أبوها ، كما تقول : قام أبوها ، أو جاءني رجل عالية أو عال داره ، كما تقول : علت داره ، وعلا داره ، لأنّ الدار مؤنث لفظيّ ، وقد تقدّم أنّ الفاعل إذا كان مؤنثا لفظيّا ظاهرا جاز في فعله التذكير والتانيث ، والتانيث أرجح.
«ولقيت امرأتين حسنا عبداهما أو» لقيت امرأتين «قائما أو قائمة في الدار جاريتهما» كما تقول : قام في الدار جاريتهما ، أو قامت في الدار جاريتهما ، لما مرّ من أنّ الفاعل إذا كان مؤنّثا حقيقيّا ظاهرا مفصولا عن الفعل بغير إلا جاز في فعله التذكير والتأنيث ، والتأنيث أرجح.
ونحو مررت برجلين قائم أبواهما ، كما تقول : قام أبواهما ، وبرجال قائم آباؤهم ، كما تقول : قام أباؤهم ، ولا تقول : قائمين أبواهما ، ولا قائمين أباؤهم إلا على لغة أكلوني البراغيث ، لكن يترجّح قيام آباؤهم على قائم آباؤهم.
وإذا رفع النعت الضمير البارز كان حكمه حكم الرافع للمتعلّق ، فتقول : جاءني غلام امرأة ضاربته هي : وأمة رجل ضاربها هو ، كما تقول : ضربته هي ، وضربها هو ، وجاءني غلام رجلين ضاربه هما ، وغلام رجال ضاربه هم ، كما تقول : ضربه هما ، وضربه هم ، ولا تقول : ضارباه هما ولا ضاربوه هم إلا على تلك اللغة ، ويترجّح هنا أيضا ضواربه هم على ضاربه هم.
هذا مذهب سيبويه والمبرّد وأبي موسى ، وذهب الأبذيّ والشلوبين وطائفة إلى أنّ الأرجح هو الإفراد ، وفصّل آخرون فقالوا : إن كان النعت تابعا لجمع كمررت برجال قيام آباؤهم ، وجاءني غلمان رجال ضواربهم هم ، فالتكسير أرجح وإن كان لمفرد أو مثنى ، كمررت برجل قاعد غلمانه وبرجلين قاعد غلمانهما ، وجاءني غلام رجال ضاربه هم ، أو غلاما رجال ضاربهما هم ، فالإفراد أرجح ، واتّفق الجميع على أنّ الافراد أفصح من جمع السلامة.