ب ـ اتفاق العوامل معنى لا لفظا مع اتفاقها عملا :
فإن كان الاتفاق بين المنعوتين قائما ؛ إلا أن العوامل متعددة واتفقت معنى لا لفظا ؛ فإن أغلب النحاة يجيزون الإتباع والقطع. فيقال : ذهب زيد وانطلق عمرو العاقلان ، أو العاقلين ، حيث العاقلان نعت لزيد وعمرو ، وقد اتفقا فى التعريف والإخبار والرفع ، لكن العاملين الفعلين (ذهب وانطلق) اختلفا فى اللفظ ، ومعناهما واحد ، فيجوز ـ حينئذ ـ الإتباع والقطع ، فتكون الصفة (العاقلان) مرفوعة من وجهين ، ومنصوبة من وجه واحد. ومنه : جاء زيد وأتى عمرو العاقلان أو العاقلين ، وهذا زيد وذاك خالد الكريمان ، أو الكريمين ، ورأيت زيدا وأبصرت عمرا الظريفين أو الظريفان.
وتقول : قعد خالد وجلس سعيد الواقفين أو الواقفان ، ورجع محمود وتقهقر أحمد الخائفان أو الخائفين.
ومنع ابن السّراج الإتباع ، حيث يرى أن الإتباع يلزم منه إعمال عاملين فى معمول واحد ، فالعامل فى الصفة عنده هو العامل فى الموصوف (١).
ج ـ اختلاف العوامل لفظا ومعنى مع اتفاقها عملا :
فإن كان التركيب كذلك واختلفت العوامل المتحدة فى النوع لفظا ومعنى ـ نحو : أقبل زيد وأدبر عمرو ، وحضر محمود وذهب على ـ فإن قوما أجازوا الإتباع والقطع ، ومنع الإتباع قوم (٢) ، والقياس يقبل القطع فى هذا التركيب ، وذهب المبرد وابن السراج إلى وجوب القطع.
د ـ اختلاف العوامل معنى لا لفظا :
فإن اختلفت العوامل معنى لا لفظا ، نحو : وجد من وجدان الضالّة ، ووجد عليه من الغضب ، فمثل السابق أجاز قوم الإتباع والقطع ، ومنع الإتباع قوم.
__________________
(١) الموضع السابق.
(٢) ينظر : الكتاب : ٢ ـ ٦٠ / شرح جمل الزجاجى ١ ـ ٢١٢.