فما كان بين الخير لو جاء سالما |
|
أبو حجر إلا ليال قلائل (١) |
والتقدير : بين الخير وبينى ، فحذف الواو وما عطفته ؛ لأن (بين) تقتضى متعاطفين بالضرورة فأكثر ، أو ما يدل على ذلك.
ومنه قوله تعالى : (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) [البقرة : ٢٨٥]. ومنه قولهم : راكب الناقة طليحان ، أى : راكب الناقة والناقة طليحان ، فحذف الواو ومعطوفها ، والدليل تثنية الخبر (طليحان) (٢).
ومنه قوله تعالى : (وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) [النحل : ٨١] ، أى : تقيكم الحر والبرد.
ومنه قول امرئ القيس :
كأنّ الحصى من خلفها وأمامها |
|
إذا حذفته رجلها حذف أعسرا (٣) |
__________________
(١) ينظر : ديوانه ١١٩ / شرح ابن الناظم ٥٤٨ / شفاء العليل ٢ ـ ٧٩٥ / العينى ٤ ـ ١٦٧ / شرح التصريح ٢ ـ ١٥٣ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١١٦. أبو حجر : كنية النعمان بن الحارث الغسانى.
(ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب و (كان) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح (بين) ظرف مكان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وشبه الجملة فى محل نصب ، خبر كان مقدم ، أو متعلقة بخبر كان محذوف. (الخير) مضاف إلى بين مجرور ، وعلامة جره الكسرة .. تلحظ أن هنا حذفا تقديره (وبينى). (لو) حرف شرط غير جازم مبنى لا محل له من الإعراب. (جاء) فعل الشرط ماض مبنى على الفتح (سالما) حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة. (أبو) فاعل جاء مرفوع ، وعلامة رفعه الواو ؛ لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف و (حجر) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة. (إلا) حرف استثناء مبنى لا محل له من الإعراب مهمل يفيد الحصر والقصر. (ليال) اسم كان مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين (قلائل) نعت لليال مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
(٢) يجوز التأويل على تقدير : راكب الناقة أحد طليحين ، فلما حذف المضاف أقيم المضاف إليه مقامه وأخذ إعرابه ، فرفع ، فلا يكون فيه شاهد. طليحان : ضعيفان.
(٣) ديوانه ٥٦٤ / شرح ابن الناظم ٥٤٨ / شفاء العليل ٢ ـ ٧٩٥ / العينى ٤ ـ ١٩٦ / الدر المصون ٤ ـ ٣٥٣.
(كأن) حرف تشبيه ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (الحصى) اسم كأن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها التعذر.