حيث الجملة الفعلية (ما تصبو) فى محلّ نصب على الحالية ، وتلحظ أن فعلها مضارع منفى بـ (ما).
ملحوظة :
يختلف النحاة فيما بينهم فى ذكر الواو رابطا إذا كانت جملة الحال فعلية فعلها مضارع منفىّ بين الأوجه الآتية :
ـ ويذهب قوم إلى جواز الربط بالواو أو الضمير أو هما معا ، من هؤلاء ابن الحاجب. فتقول : جاء زيد وما يتكلم غلامه ، وجاء زيد ما يتكلم غلامه ، وجاء زيد وما يتكلم عمرو.
ويذكر أن الإتيان بالواو مع (ما) أكثر منه مع (لا) ، حيث إن المضارع مع (لا) كالمضارع مجردا ، والدليل على ذلك استعمالهما فى جملة جواب الشرط فيكونان غير مقترنين بالفاء ، وليس كذلك المضارع المنفى بما ؛ حيث وجوب اقترانه بالواو.
ـ ويذهب آخرون إلى أن المضارع المنفىّ كالمضارع المثبت ، يجوز فيه الإتيان بالواو إذا كانت جملة الحال مشتملة على الضمير العائد على صاحب الحال ، فإن لم تكن مشتملة عليه فإنه لا بد من ذكر الواو. وعلى رأس هؤلاء ابن عصفور (١).
ـ ويذهب آخرون إلى أن المنفية بـ (لا) يكثر مجيئها بالضمير مع ترك الواو ، وإن كان النافى (لم) كثر إفراد الضمير ، والاستغناء عنه بالواو ، والجمع بينهما ، وعلى رأس هؤلاء ابن مالك وابنه (٢).
__________________
المخاطب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. (ما تصبو) ما حرف نفى مبنى ، لا محل له من الإعراب ، تصبو فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت ، والجملة الفعلية فى محل نصب على الحالية. (وفيك) الواو للابتداء أو واو الحال حرف مبنى ، فى حرف جر مبنى ، ضمير المخاطب مبنى فى محل جر بفى ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم. (شبيبة) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة الاسمية فى محل نصب على الحال من فاعل تصبو.
(فما) الفاء تعقيبية حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب ، ما اسم استفهام مبنى فى محل رفع ، مبتدأ.
(لك) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر المبتدإ. (بعد الشيب) ظرف ومضاف إليه ، وشبه الجملة متعلقة بالمحذوف فى شبه الجملة. (صبا) حال منصوبة من ضمير المخاطب ، والعامل فيها الاستفهام التعظيمى بما فى معناه. (متيما) حال ثانية منصوبة.
(١) المقرب ١ ـ ١٥٤.
(٢) شرح ابن الناظم ٣٣٩.