فلولا رجاء النصر منك ورهبة |
|
عقابك قد كانوا لنا كالموارد (١) |
وفيه (رهبة) مصدر ينتهى بالتاء ، ولكنه لا يدلّ على المرّة ، أو الوحدة ، ولذلك فقد نصب (عقاب). بل هو مصدر مبنى على فعلة ، كرحمة ، ورغبة.
٣ ـ ألا يكون مصغرا :
لأن التصغير يخرج المصدر عن الصيغة التى هى أصل الفعل ، فيلزم منه نقص المعنى. أى : يخرجه عن الصيغة التى اشتقّ منها الفعل ؛ ولأن التصغير يقوى جانب الاسمية ، كما تقوى بالإضمار.
فلا يجوز القول : فهيمك الدرس ، أو : ضريبك الطفل أغضبنى.
٤ ـ ألا يكون متبوعا قبل العمل.
أى : ألا يكون المصدر متبوعا قبل تمامه ، أى : إعماله.
فلا يجوز القول : أعجبنى فهمك الواسع الدرس أمس.
يمثّل عدم تقدم نعت المصدر على معموله بعدم تقدم نعت الموصول على صلته.
فإن ورد خلاف ذلك فإنه يقدر فعل بعد النعت يتعلّق به المعمول المتأخر ، من ذلك قول الحطيئة :
أزمعت يأسا مبينا من نوالكم |
|
ولن ترى طاردا للحرّ كاليأس (٢) |
حيث ورد فيه (يأسا) مصدر منعوت ، وذكر بعد نعته شبه الجملة (من نوالكم) ، مما يوهم تعلقها بالمصدر المنعوت ، وهذا غير جائز ؛ لذا فإنه يقدر فعل قبلها من المصدر المذكور : ويكون التقدير : يئست من نوالكم.
فإن تقدم معمول المصدر على نعته جاز التركيب ، من ذلك قول الشاعر :
إنّ وجدى بك الشديد أرانى |
|
عاذرا من عهدت فيك عذولا (٣) |
__________________
(١) الكتاب ١ ـ ١٨٩ / شرح ابن يعيش ٦ ـ ٦١ / شرح التسهيل لا بن مالك ٣ ـ ٣ ـ ١٠٨ / حاشية يس على شرح التصريح ٢ ـ ٦٢.
(٢) ديوانه ١٠٧ / شرح التسهيل لابن مالك ٣ ـ ١٠٩ / حاشية يس على شرح التصريح ٢ ـ ٦٣.
(٣) شرح التسهيل ٣ ـ ١٠٩ / العينى ٣ ـ ٣٦٦ / شرح التصريح ٢ ـ ٢٧. ـ الجملة الفعلية (أرانى) فى محل رفع ، خبر إن. (عاذرا) مفعول به ثان لأرى منصوب.