وقد تأتى الحال مبينة لهيئة ما أصله خبر المبتدإ ، أى : ما كان خبرا للأحرف الناسخة أو الأفعال الناسخة ، وذلك أثناء قرنه بما أصله المبتدأ وهو اسم هذه الأحرف ، أو هذه الأفعال. من ذلك قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) [الصف : ٦](١). حيث كلّ من (مصدقا) و (مبشرا) حال منصوبة من (رسول) ، و (رسول) خبر (إن) مرفوع.
ـ ويجوز أن تكون حالا مؤكدة (٢) ، والعامل فيها (رسول) ، أو ما دل عليه الكلام.
ـ وهناك من يجعلها حالا من (عيسى) (٣).
ـ وهناك من يجعلها حالا دون ذكر صاحبها (٤).
ـ لكنه ـ من الأرجح ـ أن تكون حالا من (رسول) ، لدواع صناعية لفظية ، وأخرى معنوية.
فمن حيث المعنى يرجح ربط التصديق بالرسالة ، وذلك أظهر من ربط التصديق بعيسى ـ عليه السّلام ـ أما من حيث الصنعة واللفظ فإن (مصدقا) فيها ما يدل على المتكلم ، وهو ما يتعلق بها من قوله (لما بين يدىّ) ، و (عيسى) للغائب ، ويوجد بعده ما يدل على التكلم ، وهو (إنى رسول) ، كما أننا لو جعلناها حالا مؤكدة فهى إما مؤكدة لمضمون الجملة (إنى رسول) ، والخبر (رسول) غير جامد ، وإما مؤكدة للعامل ، وهما يختلفان معنى إذا جعلنا العامل رسولا ، وإما مؤكدة لصاحبها ، وهو إما ضمير المتكلم (اسم إن) فى (إنى) ، وإما الخبر (رسول). ومن
__________________
(١) الجملة الفعلية (يأتى) والجملة الاسمية (اسمه أحمد) فى محل جر نعت لرسول ، حيث إنه نكرة ، ويجوز أن تجعل الثانية حالا من النكرة (رسول) لأنها وصفت بالجملة الفعلية ، ويجوز أن تجعلها حالا من الفاعل الضمير المستتر فى يأتى.
(٢) ينظر : التبيان فى إعراب القرآن ٢ ـ ١٢٢.
(٣) ينظر : مشكل إعراب القرآن ٢ ـ ٣٧٤.
(٤) ينظر : إعراب القرآن للنحاس ٤ ـ ١٢٠ / البحر المحيط ١٠ ـ ١٦٥.