خلاف
النحاة فى ضمير الفصل بين الاسمية والحرفية :
اختلف النحاة
فيما بينهم فى حقيقة مبنى الضمير الفاصل بين ركنى الجملة الاسمية المعرفتين على
النحو الآتى :
ـ يذهب
البصريون إلى أنه حرف ؛ لأنه يؤتى به لأداء معنى فى غيره ، لذلك فإنهم يجعلونه لا
محلّ له من الإعراب كالحروف ، وهم لا يذكرونه بالضمير ، وإنما يقولون إنه على صيغة
الضمير ؛ لأن الضمائر أسماء ، ويفهم ذلك من قول سيبويه : «واعلم أنها ـ أى ضمائر
الفصل ـ تكون فى (إن) وأخواتها فصلا ، وفى الابتداء ، ولكن ما بعدها مرفوع لأنه
مرفوع ؛ قبل أن تذكر الفصل» .
ـ ويذهب
الكوفيون إلى أنه اسم ، فيكون إعرابه ما بين التوكيد أو البدل أو المبتدإ الذى
خبره ما بعده .
وقد يجعلونه ـ حينئذ
ـ لا محلّ له من الإعراب ، ولكن ذلك لا يجوز مع الضمائر لأنها أسماء ، وكلّ اسم
يجب أن يكون له محلّ من الإعراب.
وضمائر الفصل
اثنا عشر ضميرا : هو ، هى ، هما ، هم ، هن ، أنت ، أنت ، أنتما ، أنتم ، أنتن ،
أنا ، نحن.
ومن أمثلة ضمير
الفصل في الجملة الاسمية : قولك : هذا هو الأدب.
هذا : اسم
إشارة مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. هو : إما ضمير فصل مبنى لا محل له من الإعراب ،
فيكون الأدب خبرا مرفوعا وعلامة رفعه الضمة ، وإما أن يكون الضمير توكيدا وما بعده
خبر المبتدإ ، وإما أن يكون الضمير مبتدأ ثانيا ، والأدب خبر المبتدإ الثانى ،
والجملة الاسمية فى محل رفع ، خبر المبتدإ الأول.
(وَأُولئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ) [لقمان : ٥].
__________________