وهناك اسمان رباعيان سأل سيبويه الخليل عنها «ذراع وكراع» أمذكران هما؟ أم مؤنثان؟ أم يجوز فيها أو في أحدهما الوجهان؟ يقول سيبويه : وسألته عن ذراع. فقال : ذراع. فقال : ذراع كثر تسميتهم به المذكر وتمكن في المذكر ، وصار من أسمائه خاصة عندهم ، ومع هذا أنهم يصفون به المذكر ، فيقولون : هذا ثوب ذراع فقد تمكن هذا الاسم في المذكر ، وأما كراع ، فإن الوجه فيه ترك الصرف ، ومن العرب من يصرفه يشبهه بذراع لأنه من أسماء المذكر وذلك أخبث الوجهين (١). فالواضح من جوانب الخليل أن كلمة «ذراع» تمكنت في المذكر وصارت من أسمائه ، وأحيانا يوصف بها المذكر فيقال : هذا ثوب ذراع.
وأما «كراع» فالغالب فيه ترك الصرف لتأنيثه ، وقد يصرف حين لا ينظر إلى تأنيثه تشبيها له بذراع ، ووصف هذا الرأي بأنه «أخبث الوجهين» ونجد في شرح الكافية تقسيما عقليّا لمثل هذه الأسماء حيث تصور كل الصور الممكنة والحكم الإعرابي للاسم تبعا للصورة المقدرة يقول الشارح (إن المصنف ترك شروطا لمنع صرف المؤنث إذا سمي به مذكر) (٢) من ضمن هذه «وثالثها أن لا يغلب استعماله في تسمية المذكر به ، وذلك لأن الأسماء المؤنثة السماعية كذراع وعناق وشمال وجنوب على أربعة أضرب قسمة عقلية إما أن يتساوى استعمالها مذكرة ومؤنّثة فإذا سمي بها مذكر جاز فيها الصرف وتركه ، أو يغلب استعمالها مذكرة فلا يجوز بعد تسمية المذكر بها إلا الصرف ، أو يغلب استعمالها مؤنثة
__________________
(١) سيبويه ٢ / ١٩.
(٢) انظر شرح الكافية ١ / ٥٠.