عندك ثم سبَّعت عند سائر نسائي ، وإن شئت ثلثت ثم دُرْت» ، أي لا أحتسِب الثلاث عليك. ويقال : سبَّع فلان القرآن إذا وظَّف عليه قراءته في سبع ليال. وفي الحديث : سبَّعت سُلَيم يوم الفتح أي تمَّت سبعمائة رجل. وقال الليث : الأُسبوع من الطواف سبعة أطواف ، ويجمع على أسبوعات. قال : والأيّام التي يدور عليها الزمان في كل سبعة منها جمعة تسمَّى الأُسبوع وتجمع أسابيع ، ومن العرب من يقول سُبُوع في الأيام والطواف بلا ألف ، مأخوذة من عدد السبع. والكلام الفصيح : الأُسْبوع ، أبو عبيد عن أبي زيد : السَّبِيع بمعنى السُّبُع كالثَمين بمعنى الثُمن ، وقال شمر : لم أسمع سَبيعاً لغيره. وفي الحديث : «أن ذئباً اختطف شاة من غنم فانتزعها الراعي منه فقال الذئب : مَن لها يوم السَّبْع»؟ قال ابن الأعرابي : السبع : الموضع الذي إليه يكون المحشَر يوم القيامة ، أراد : من لها يوم القيامة وروي عن ابن عباس أنه سئل عن مسألة فقال : إحدى من سَبْع. قال شمر : يقول إذا اشتدّ فيها الفُتْيا قال : يجوز أن يكون الليالي السبع التي أرسل الله العذاب فيها على عاد ، ضربها مثلاً للمسألة إذا أشكلت. قال : وخلق الله السموات سبعاً والأرضين سبعاً وروي في حديث آخر أن النبي صلىاللهعليهوسلم نهى عن السِّبَاع قال ابن الأعرابي : السِّباع : الفِخار كأنه نهَى عن المفاخرة بكثرة الجماع.
وحكى أبو عمرو عن أعرابي أعطاه رجل درهماً فقال : سبَّع الله له الأجر ، قال : أراد : التضعيف ، وفي «نوادر الأعراب» : سبّع الله لفلان تسبيعاً وتبَّع له تَتْبيعاً أي تابع له الشيء بعد الشيء ، وهي دعوة تكون في الخير والشر ، والعرب تصنع التسبيع موضع التضعيف وإن جاوز السبع ، والأصل فيه قول الله جل وعز : (كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ) [البقرة : ٢٦١] ثم قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة». قلت : وأُرَى قول الله جَلّ ثناؤه لنبيه صلىاللهعليهوسلم : (إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) [التوبة : ٨٠] من باب التكثير والتضعيف لا من باب حَصْر العَدَد ، ولم يُرد الله جل ثناؤه أنه عليهالسلام إن زاد على السبعين غَفَر لهم ، ولكن المعنى : إن استكثرتَ من الدعاء والاستغفار للمنافقين لم يغفر الله لهم. وأمَّا قول الفرزدق :
وكيف أخاف الناس والله قابض |
على الناس والسَّبْعَين في راحة اليد |
فإنه أراد بالسبعَين : سبع سموات وسبع أرضين. ويقال : أقمت عنده سَبْعين أي جمعتين وأسبوعين.
أبو عبيد عن أبي عمرو : المُسْبَع : المهمَل. وهو في قول أبي ذؤيب :
صخِب الشواربَ لا يزال كأنه |
عبد لآل أبي ربيعة مُسْبَعُ |
ورَوَى شمر عن النضر بن شميل أنه قال : المُسْبَع : الذي يُنْسَب إلى أربع أمَّهات كلُّهن أمَة. وقال بعضهم : إلى سبع أمَّهات. قال : ويقال أيضاً : المُسْبع :