عَدِمْتُ فقدك ولا عدمت فضلك ولا أعدَمَني الله فضلك أي لا أذهَبَ عنّي فضلك. وقال لَبِيد ـ أنشده ـ شمر :
ولقد أغْدُو وما يُعْدِمني |
صاحب غير طويل المُحْتَبَلْ |
قال أبو عمرو : أي ما يَفْقِدْني فرسي. وقال ابن الأعرابي : وما يُعْدِمُني أي لا أعْدَمُهُ وقال أبو عمرو : يقال إنه لعديم المعروف وإنها لعديمة المعروف وأنشد :
إنّي وجدت سُبَيْعَة ابنة خالِدٍ |
عند الجَزُور عديمةَ المعروف |
وقال : عَدِمتُ فلاناً وأَعْدَمَنِيه الله. ورجل عَدِيم لا مال له. وأعدم الرجُل فهو معدِم وعَدِيم. وقال ابن الأعرابي : رجُل عَدِيم : لا عقل له ، ورجُل مُعْدِم : لا مال له ، وقال غيره : فلان يَكْسب المعدومَ إذا كان مجدوداً ينال ما يُحْرَمه غيرُه. ويقال : هو آكلكم للمأدوم ، وأكسبكم للمعدوم ، وأعطاكم للمحروم. وقال الشاعر يصف ذئباً :
كَسُوبٌ له المعدومَ مِنْ كسَب واحدٍ |
مُحَالِفُهُ الإقتار ما يتموّل |
أي يكسب المعدوم وحده ولا يتموّل. ثعلب عن ابن الأعرابي : يقال عَدِمَ يَعْدَمُ عَدَماً وعُدْماً فهو عَدِمٌ ، وأعدم إذا افتقر ، وعَدُمَ يَعْدُم عَدَامَةً إذا حَمُقَ فهو عَدِيم أحمق وأنشد أبو الهيثم قول زهير :
وليس مانع ذي قربى ولا رحم |
يوماً ولا مُعْدِماً من خابط ورقا |
قال : معناه أنه لا يفتقر من سائل يسأله ماله فيكون كخابط ورقاً. قال الأزهري : ويجوز أن يكون معناه ولا مانعاً من خابط ورقاً أعدمْته أي منعته طَلَبَته.
عمد : قال الله جلّ وعزّ : (إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ) [الفَجر : ٧] سمعت المنذريّ يقول : سمعت المبرّد يقول : رجل طويل العِمَاد إذا كان مُعَمَّداً أي طويلاً. قال : وقوله (إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ) أي ذات الطُول ونحوَ ذلك قال الزجّاج. قال : وقيل : (ذاتِ الْعِمادِ) : ذات البِنَاء الرفيع. وقال الفرّاء : (ذاتِ الْعِمادِ) أي أنهم كانوا أهل عَمَد ينتقِلون إلى الكَلأ حيث كان ؛ ثم يرجعون إلى منازلهم. وقال الليث : يقال لأصحاب الأْخْبِيَة الذين لا ينزلون غيرها : هم أهل عَمُود وأهل عماد. والجميع منهما العُمُدُ. قال : وقال بعضهم : كلّ خِبَاء كان طويلاً في الأرض يُضرب على أعمدة كثيرة فيقال لأهله : عليكم بأهل ذلك العَمُود ، ولا يقال : أهل العَمَد. وأنشد :
وما أهل العَمُودِ لنا بأهلٍ |
ولا النَعَمُ المُسام لنا بمال |
وقال في قول النابغة :
يبنون تَدْمُرَ بالصُفّاح والعَمَد
قال : العَمَد : أساطين الرُخَام. وأمَّا قول الله جلّ وعزّ : (إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) [الهمزة : ٨ ، ٩] قرئت (في عُمُد) وهو جمع عِمَاد وعَمَدٌ وعُمُدٌ ، كما قالوا : إهابٌ وأَهَبٌ وأُهُبٌ. ومعناه : أَنها في عُمُدٍ من النار. قال ذلك أبو إسحاق الزجّاج. وقال الفراء : العُمُد والعَمَد جميعاً جمعان للعمود مثل أديم وأَدَمٍ