الاشتقاق ، وغزارة موادّها وتنوّع أساليبها ، وعذوبة تراكيبها ، وسحر
بيانها ، وجمال إيقاعها ، وأنسها وعذوبتها ولطفها ، حينما تطرق الآذان ، وتجري على
اللسان ، وقدرتها الفائقة على الإيحاء والإثارة الوجدانية العاطفية ؛ هذا إلى
خاصية بارزة ، وهي تماسك بنائها ، وقيامها على أسس وطيدة ، وعلى قواعد وأصول
منطقية منزّهة عن الغموض واللبس ، والتعقيد ، والعشوائية ، والعبثية.
هذه الخصائص لا
يمكن أن يعانيها المقبل على تعلّم اللغة العربية إلّا إذا تضافرت جهود المؤلفين
والمدرسين في ابتداع الأسلوب المناسب والطريقة المثلى لتقريبها من أذهانهم ونفوسهم
، تحقيقا للغاية الأساسية المتوخّاة وهي اكساب الطالب المهارة اللازمة ليخرج كلامه
المنطوق والمكتوب خروجا سليما من حيث ضبطه ، وصحته ، وجريانه وفق قواعد هذه اللغة
، بنحوها وصرفها.
ويبدو أيضا أن
المؤلفة كانت على وعي بما تقدّم ، فاعتمدت في مؤلفها هذا منهاجا يقوم على العناصر
التالية :
١ ـ الاعتماد
في شرح القاعدة ، وتوضيحها ، وتفكيكها ، على نصوص أدبية أجيد اختيارها ، فجاءت
سليمة ، واضحة ، متنوعة ، مناسبة لأعمار التلاميذ ، متوافقة مع مستوياتهم العقلية
، مراعية لاهتماماتهم العاطفية وميولهم النفسية.
٢ ـ إشراك
التلميذ إشراكا فاعلا في النظر في النّص ، وفهمه ، واستنباط القاعدة النحوية منه ،
متدرجا في ذلك من السهل الواضح إلى الأقل سهولة ووضوحا.
٣ ـ اتباع
أسلوب الحوار القائم على أسئلة وأجوبة ترغّب الطالب في الدخول في أجواء الدرس ،
وتغريه بمتابعة المدرّس ، وتساعده على إدراك الأثر المعنوي والبعد الدلالي الذي
تحدثه المسألة النحوية في النص. وبهذه الطريقة يصل التلميذ بنفسه إلى الإحاطة
التامة بالقاعدة ، واستيعاب جزئياتها ، وتبيان دورها في بناء النص شكلا ومضمونا
ويتمّ ذلك بمساعدة الكتاب الذي يطرح عليه الأسئلة المناسبة ويقدم له الأجوبة
الدقيقة ، فيبدو وكأنه رفيق له