واستغفر الله تعالى
، نسأل الله السلامة ونعوذ به من الخذلان » .
الخامس :
وعندما ينقل علماء الشيعة الحديث عن
كتابٍ من كتب القوم فليس معنى ذلك كون كلّ ما فيه من الأحاديث معتبراً ، فإنّه
وإنْ اشتهرت بين القوم كتب بالصّحاح ، واشتهر من بينها كتابا البخاري ومسلم ، فكانا
أصحّ الكتب عندهم بعد القرآن الكريم ، لكنّ ذلك مشهور عندهم وليس بمتّفقٍ عليه ، ولذا
تراهم يردّون بصراحةٍ كثيراً من الأحاديث المخرجة في الكاتبين فكيف بغيرهما من
الكتب ... ولا بأس بالإشارة إلى بعض ذلك :
فمنها
: ما أخرجه البخاري من حديث خِطبة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عائشة إلى أبي بكر ، فقال له أبو بكر :
« إنّما أنا أخوك ». قال الحافظ ابن حجر : « قال مغلطاي : في صحّة هذا الحديث نظر
... » .
ومنها
: ما أخرجه البخاري حول شفاعة إبراهيم
الخليل عليهالسلام لأبيه. قال
الحافظ ابن حجر : « قد استشكل الاسماعيلي هذا الحديث من أصله وطعن في صحّته » .
ومنها
: ما أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه من
حديث صلاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
على عبد الله بن أُبي ، وأنه نزل في هذه القصّة قوله تعالى : ( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم
... ). قال ابن
حجر : « استشكل فهم التخيير من الآية ، حتى أقدم جماعة من الأكابر على الطّعن في
صحة هذا الحديث ، مع كثرة طرقه واتفاق الشيخين وسائر الذين خرّجوا الصحيح على
تصحيحه » فذكر من
__________________