وأظهر التشيع. وآخرون هربوا إلى العراق باسم الزيارة فتركوا أثرا.
ومن هؤلاء حسين علي بن عباس النوري ورد العراق في غرة المحرم سنة ١٢٦٧ ه ـ ١٨٥٠ م كان استأذن في مبارحة طهران للتوجه إلى العتبات بقصد الزيارة فبقي في بغداد. وكان يختلف إلى السليمانية. ومنها إلى جبل سرگلوا ويعود إلى بغداد. وبالنظر إلى المخابرات الرسمية وشكوى إيران في أنهم لم يهدأوا من إلقاء بذور الفتن. قررت الدولة العثمانية تبعيده ومن معه بعد أن أقام ببغداد إحدى عشرة سنة وبضعة أشهر في خلالها درس ابنه عباس أفندي المسمى أخيرا بـ (عبد البهاء) العربية على العلامة عبد السلام الشوّاف.
وفي سنة ١٢٧٩ ه أظهر دعوته في بغداد إبان نفيهم وجمعهم في (الحديقة النجيبية) وتسمى اليوم بـ (المجيدية) أعلن أنه ناله الظهور أي صار (إلها) ووضع (عقيدته الجديدة) بزعم أن الباب بشر به. وهي لا تختلف عن عقيدة أهل الحلول والاتحاد والوحدة أو أعاد إلى الذاكرة دعوة أهل الإبطان عينا في تعطيل الصفات أي أنهم عندهم الباري ليس له وجود بالمعنى المعروف ولا صفات وإنما يظهر ذلك في الأشخاص ، وأن عقيدة الباطنية على هذا بل إن هذه لا تختلف عن تلك. قبلها عينا باسم جديد. وسمى نفسه (البهاء). ومنه اشتقت البهائية. وصار ابنه بعده يدعى عبد البهاء.
وعقيدتهم تلخص في عبادة الأشخاص أو عقيدة التجلّي الناجمة من وحدة الوجود ومن أصول عقائدهم قيام قائمهم ومتابعة دعوته. وفي عدم التقيّد بالرسوم الدينية أو (التكاليف الشرعية) وهي (عقيدة الباطنية). و (غلاة التصوف) على هذه العقيدة فلا يختلفون في عقيدة عن هؤلاء. فالعقيدة هي عين عقائد الإسماعيلية والباطنية الآخرين من غلاة وغيرهم. وهكذا كان بدعوته يريد أن يحقق ما قيل في المهدي من أنه