ثم نصب خيامه قرب (قزل دگر من) (١) فاستراح هناك وتجمعت الجيوش إليه. وحينئذ جعل أحمد بك الأخ من الرضاعة وكيل كتخدا ، ومحمد آغا كتخدا البوابين وكيل كتخذا البوابين أيضا ونصب عبد القادر آغا الحشامات وكيل الخازن ، وعمر بك الدفتري وكيل المصرف وخصص لهؤلاء بعض الكدكات المناسبة (٢).
عزل خالد باشا وخيانة أحمد بك :
حينما وصل داود باشا إلى زنگباد كان قد كلف عبد الله باشا متصرف بابان سابقا أن يكون في جهته فأبى. ولم يقف عند هذا بل ارتكب بعض الخيانات فلما رجع من السليمانية إلى كركوك عاد عبد الله إلى بغداد مع أعوانه. وفي طريقه أغار على قرية خرنابات من قرى الأوقاف فانتهبها. وبهذه الصورة وصل إلى بغداد والتحق بسعيد باشا.
وأيضا طلب من خالد باشا متصرف كوى وحرير أن يتابعه حينما توجه من السليمانية إلى كركوك فامتنع وخالفه. ولذا بعد أن ورد كركوك ببضعة أيام عزله ووجه الألوية المذكورة إلى محمود باشا وعين أخاه عثمان بك لضبطها وإدارتها وأرسل معه قوة كافية للاستيلاء عليها.
ولما كانت الدولة أصدرت فرمانا بعزل سعيد باشا عزمت أن تجعل أحمد بك الأخ من الرضاعة قائممقاما فأصدرت فرمانا بقائممقامية ولكن لم يستطع إعلانه حذرا من الخذلان فكتم الأمر وصار يترقب الفرصة. ولما ذهب الجيش إلى كوى وحرير اعتقد أن قد حان الوقت ، فوافقه أهل كركوك نزولا عند الرغبة السلطانية.
قام أحمد بك بوسائل الفتنة فتابعه بعض الآغوات وخالفه آخرون
__________________
(١) الطاحونة الحمراء وهي قرية تبعد عن كركوك نحو نصف ساعة.
(٢) دوحة الوزراء ص ٢٧٥.