إلى جهة الشامية ومنها نزل قرب المشهد (النجف). وهناك رتب جموعا من عثمانيين وكرد وعرب وجعلهم تحت قيادة فارس الجرباء وأمرهم بالذهاب إلى جبل شمر. وفي هذه الأثناء أعلم فارس الجرباء بأن جمع الوهابيين وافى إلى هذه الجهات فأغار فارس بجموعه نحوهم بقصد الظفر بهم فلم يروا أثرا لهم وقضوا ليلتهم قرب قصر الأخيضر فوق شفاثا. وبينما هم في استطلاع الأخبار إذ جاءت الأنباء بأنهم وصلوا إلى غربي المشهد إلى القطقطانة (طقطقانة) فقاموا من ساعتهم فأغاروا عليهم ولم يصلوها إلا وقت المغرب فوجدوا أثرا ولكنهم لم يعثروا عليهم وعادوا بيأس لأنهم علموا مؤخرا أن الوهابيين رجعوا إلى ديارهم. ثم عادوا إلى الجيش ووصلوا إلى الحلة وأقيم عبد الله باشا العظم في دار خاصة تليق بمكانه وأعد له ما يقتضي لإيفاء واجب الضيافة. وعاد الوزير إلى بغداد في ٤ شهر رمضان من هذه السنة (١).
غزو الأمير سعود البصرة :
كان في بغداد رجل أفغاني الأصل يدعى ملا عثمان عزم على قتل عبد العزيز السعود فتوجه إلى الدرعية. وصل إليها بصفة درويش وأظهر التنسك والزهد ، فأكرمه عبد العزيز السعود ، وكان يضمر اغتياله ، فوثب عليه وطعنه فقضى عليه ، وجرح عبد الله أخاه فبايع القوم لسعود بن عبد العزيز. وقيل إن القاتل من أهل كربلاء ، واستبعد صاحب عنوان المجد أن يكون من أهل العمادية كما نقل ، وكان القتل في العشر الأواخر من رجب سنة ١٢١٨ ه (٢).
وبعد أن تمت للأمير سعود الإمارة سار في نفس السنة إلى
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٢٧.
(٢) عنوان المجد : ابن بشر الحنبلي ص ١٣٠.