وصلوا إلى خانقين وفي هذا المنزل (١) ورد القاضي ومعه جماعة أرسلوا من محمد خان حاكم بغداد يبدون أنه طائع منقاد لأوامر السلطان ، فأنعم السلطان على هؤلاء بالخلع وانتظروا يوما واحدا لورود الأثقال والمهمات وفي يوم الأربعاء ١٢ منه وصلوا إلى (طقوز أولوم) وحطوا أثقالهم وجاء أنه (أولوصو) ومعناه النهر الكبير ويقصد به (ديالى) (٢). رأوا المياه في فيضان زائد فاضطروا على البقاء. وفي هذا اليوم أصاب الجيش من الغرق ما لا يوصف ومن نجا لحقه السيل لحد أن فريدون قال : إن هذه المصيبة لم ينلها جيش في التاريخ ولا رأى مثل هذا الهول. وفي ١٤ منه كان الفيضان مستمرا فلم يستطيعوا العبور واستراحوا يوم الأحد ١٦ منه وأنعم السلطان في هذا المنزل على من رآه بخلعة ، ثم جاؤوا إلى كوشك سيلان (٣) ومنها إلى صحراء بردان فوصلوها في ١٩ منه ثم عبروا (نهر نارين). هول المؤرخون بالخسائر والأضرار وأنها لا يمكن تقديرها وكان فيضان ديالى مرعبا جدا. ومنها اجتازوا جبل حمرين فجاؤوا إلى قرية شروين المسماة (طاش كوپرى) وتعرف بـ (دللي عباس) والآن سميت بناحية (المنصورية). وفي ٢٠ منه عبروا نهرا هناك (الخالص) ، وفي ٢٢ منه وصلوا إلى قرب قرية (الوندية) فلم يقفوا وساروا في طريقهم وفي يوم الأحد ٢٣ منه وصلوا مرقد (الشيخ سكران). و (مرقد لقمان الحكيم) بالقرب منه ، ورأوا في طريقهم مرقد (الشيخ مكارم) وفي ٢٤ منه وصلوا (الإمام الأعظم) وإن السلطان حينئذ نزل عن فرسه وزار مرقده ثم ركب ومضى بجيوشه إلى (بغداد) ...
__________________
(١) ومنهم من قال إنه في قلعة شاهين ورد إليه كتاب محمد خان يقدم له فيه الطاعة.
(٢) عبروا من بنكدره (بين كدره). وجاء في رحلة المنشي البغدادي أن المعبر كان من قرية رزه من بنكدره. والظاهر أنه لم يختلف. ص ٤٢.
(٣) لعله (كوشك زنكي) كما في رحلة المنشي البغدادي.