يفيد مع النفوس الشريرة اللعن والتهديد بغضب الله ... مما ذكره الواقف رحمه الله تعالى في متن وقفيته وسائر ما حفره على الأحجار (١) ..
والواقف أول من التفت إلى عمل مثل هذا الأثر الجليل من عهد انقراض الحكومة العباسية فلم تهتم هذه الحكومة بمثل هذه الأمور ...
والأهلون مهملون من ناحية الصحة والثقافة لو لا أن أهل الخير شخصيا ، والواقفين السابقين أسسوا هذه المؤسسات النافعة .. فالحكومة لا هم لها إلا الجباية وسلب الأموال ... ولم تقلل من جشعها حتى في أيام اتخذت فيها بغداد عاصمة وزاد الاعتناء بها ... وإنما قام بالأعمال الخيرية أفراد حبا في الثواب ...
الملك الأشرف ـ انقراض الحكومة الجوبانية :
كان قد ولي الملك الأشرف بعد أخيه الشيخ حسن الصغير كما
__________________
(١) قال ابن فضل الله العمري في المسالك : «وسألت الفاضل نظام الدين أبا الفضائل يحيى بن الحكيم إن كانت الأوقاف باقية في نواحي هذه المملكة (مملكة بني هلاكو) كما هي عليها الآن؟ أم تناولتها أيدي العدوان؟ فأخبرني بأنها جميعها جارية في مجاريها لم يتعرض إليها متعرض لا في دولة هولاكو ولا في ما بعدها بل كل وقف بيد متوليه ومن له الولاية عليه. وكل ما يقال من نقص أحوال الأوقاف بإيران جميعا هو من سوء ولاة أمورها أكثر من سواهم» ا ه ذكره الأستاذ الفاضل مصطفى جواد وقال : أما أوقاف المدرسة المرجانية فقد كانت ثابتة إلى ما بعد القرن الحادي عشر للهجرة. قال أحمد بن عبد الله البغدادي في تاريخه «عيون أخبار الأعيان» في ترجمة مرجان عرضا مع الحوادث «وهو المعروف بالصاحب الأعظم أمين الدين مرجان ... صاحب الخيرات العظام في بلدة بغداد آثار خيراته إلى الآن موجودة تنتفع منها الفقراء والفقهاء وكل وقف كان لمن سلف من الملوك اندرس وذهب سوى وقفه فإنه بقي منه ما يوجب تذكره وطلب الرحمة له ـ رحمه الله ـ» ا ه.
__________________
(*) المتوفى سنة ١١٠٢ ه بالطاعون. ذكره صديقه وناشر كتابه بعد موته فتح الله بن عبد القادر لقمان. للفاضل الأستاذ مصطفى جواد.