وأن يكون ذا دولة عظيمة وعمر طويل وحياة سعيدة هنيئة مع سعة ملك.
أما الصبي فإنه نطق (الله! الله) ولكن السامعين صرفوا ذلك إلى أن الصغير لا يعلم ما يقول ، لأن لفظة الجلالة (الله) عربية ولم تكن معروفة لدى أحد من المغول. ومع هذا صاروا يعتقدون أنه خلق صالحا وسيكون له شأن. ولذا جرى لفظ الجلالة على لسانه وقلبه.
ثم إن والده زوّجه بابنة عمه (اوزخان). ولما خلا بها دعاها إلى القول بأن للخلق خالقا هو الله وأن تعتقد به وأنه واحد ، لا شريك له فلا تخرج عن أمره فلم تقبل. فهجرها ولم يتصل بها. فأعلموا أباه أنه لا يحبها وأنه لم يقربها من حين تزوجها إلى اليوم ... فزوجه بابنة عمه الآخر وهو : (كوزخان) فحملها على الاعتقاد بالله وأنه واحد أحد فلم توافق فترك مضجعها أيضا ...
وبعد سنة خرج للصيد. ولما رجع ووصل إلى شاطىء نهر هناك رأى نساء كثيرات يغسلن أثوابا فرأى بينهن ابنة عمه (كورخان) فدعاها لجانبه وباح لها بسره بعد أن أخذ عليها المواثيق أن لا تفشي سره فآمنت بما آمن به ووافقته على طريقته ...
ثم أن اوغوز خان أخبر أباه وطلب أن يعقد له عليها فأجرى احتفالا عظيما وتزوجها. مضت سنون وأعوام على تلك الحادثة. ثم إنه ذهب أوغوزخان إلى الصيد لمحل بعيد. فدعا قاراخان جميع زوجات ابنه فسألهن عن سبب حبه لزوجته الأخيرة دونهن فلم تقبل الوسطى أن تفشي أمره فتقدمت الكبرى وقالت إن ابنك يعتقد بإله واحد ويحاول أن يسوقنا إلى هذا المعتقد ويكرهنا عليه. فلم نقبل ذلك منه. ولذا يحبها دوننا.
وعلى هذا دعا قراخان اعيانه وأمراءه وعقد مجلسا (كنگاش) وتفاوض فكانت النتيجة أن قرروا لزوم القبض عليه في الصيد وأن يقتل.