المشتتة لا تختلف عن العرب ، وأنها تحتاج إلى من ينفخ فيها روح الشجاعة والبطولة ، والدعوة إلى الاصلاح ... والعرب أقرب الأمم لقبول الحضارة ، وأكثر استعدادا للحصول عليها ...
وبينا هي في هذه الحالة ، أو ما يقاربها إذ ظهر المبدأ الإسلامي الجليل ، والدين القويم فأصلح العقيدة ووحد الأمة ، ونظم شؤون العائلة ، والقبيلة ؛ وسير كافة أقسام الشعب نحو نظام اجتماعي عام أساسه الأخوة الدينية ، وهذب الكل ، وألف بين شؤونهم ، وساقهم إلى الوحدة في كل معانيها ، وجعل أساسها الاخلاص في العقيدة والأخوة التامة ، والتبشير بالاخلاق الفاضلة الشريفة ... وبعث فيهم روحا جديدة لها علو همتها ، وقرر التعاون على البر والتقوى والإصلاح ما استطاع إلى ذلك سبيلا ومنع من الإثم والفسوق والتنابز بالألقاب مما شأنه أن يولد البغضاء. والحاصل جعل الأساس الاخلاص لله وحده ، وأن يراعى الخير لصلاح الجماعة والأمة ونفعها بل هو إصلاح لجميع الشعوب ... مما لم تألفه البشرية في عصورها البائدة ...
نهض هذا المبدأ السامي بهؤلاء القوم ؛ وبشر ودعا أن يترك أكثر ما كان عليه القوم ، وما كانوا تلقوه عن آبائهم من الرذائل والشرور فصاروا خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ... فنالته مصاعب كبرى ومخالفات شديدة في سبيل هذه الدعوة شأن الجديد الذي لم يجرب ولم تعرف نتائجه ... أو لغرابته وعدم مألوفيته ... خصوصا في جزيرة العرب حتى اذعن الكل ... ومن ثم دعا هؤلاء القوم مجاوريهم فعارضوهم أيضا وجادلوهم بل جالدوهم حتى استظهر العرب المسلمون عليهم ...
قوم عمائمهم ذلت لعزتها ال |
|
قعساء تيجان كسرى والأكاليل |