فقال : «يا عليّ! النظر إلى وجهك عبادة ، إنّك إمام المتّقين وسيّد المؤمنين ، من أحبّك فقد أحبّني ومن أحبّني فقد أحبّ الله ، ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله».
من الواضح أنّه إذا وصف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أحدا واعطاه اللّقب فانّ مدحه للشخص يفرق عن سائر الناس ، فربما وصف الناس ملكا وسلطانا بما لا يليق به فيغالون في الوصف والمدح ، كمدح كثير من المؤرخين لكثير من الوزراء والأمراء والسلاطين. ولكنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم منزّه من التملّق والمغالاة في مدح الأشخاص ، ولا يقول إلاّ حقا ، ولا يصف إلاّ واقعا ، بل في مثل هذه القضايا فهو صلىاللهعليهوآلهوسلم (ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى) (١).
ولا سيما في هذا الأمر ، إذ يؤكّد فيقول «ليلة أسري بي إلى السماء أوحي إليّ وأمرني في عليّ بثلاث خصال : بأنه سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغرّ المحجّلين». فهذه خصائص عظيمة ومقامات كريمة خصّ الله تعالى بها وليّه عليّ بن أبي طالب على لسان خاتم أنبيائه وسيّد رسله ، وبعد وصف ربّ العالمين وبيانه المبين لأمير المؤمنين سلام الله عليه لا يسع المسلمين إلا الخضوع أمامه والخشوع له والتسليم لأمره.
الشيخ عبد السلام : كلّما قلته من مناقب وفضائل سيدنا عليّ كرم الله وجهه فهو قليل من كثير ونحن نعرف أكثر مما قلتم حتى أنّ معاوية (رض) قال فيه [عقمت النساء أن يلدن مثل علي بن أبي طالب.]
قلت : فكما أنّه عليهالسلام قد امتاز بنسبه ونورانية خلقته من حيث
__________________
(١) سورة النجم ، الآية ٣ و ٤.