قلت : روى الحافظ أبو نعيم (١) في كتابه «حلية الأولياء» بسنده عن ابن عبّاس ، قال : لمّا نزلت الآية الشريفة : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (٢) خاطب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّ بن أبي طالب وقال : يا عليّ! هو أنت وشيعتك ، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيّين.
ورواه أبو مؤيد ، موفق بن أحمد الخوارزمي في الفصل ١٧ من كتاب المناقب في كتاب تذكرة خواص الامّة (٣) وسبط ابن الجوزي (٤) بحذف الآية.
وروى الحاكم عبيد الله الحسكاني ، وهو من أعاظم مفسّريكم ، في كتابه «شواهد التنزيل» عن الحاكم أبي عبد الله الحافظ ، بسند مرفوع إلى يزيد بن شراحيل الأنصاري ، قال : سمعت عليّا عليهالسلام يقول : حدّثني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنا مسنده الى صدري ، فقال : أي علي. ألم
__________________
(١) الحافظ أبو نعيم هو من أكبر علمائكم ومحدّثيكم ، يقول ابن خلّكان في كتابه «وفيات الأعيان» بأنّه من أكبر الحفّاظ الثقات ، وأعلم المحدّثين ، وكتابه «حلية الأولياء» الذي يبلغ عشر مجلّدات من أحسن الكتب.
وقال صلاح الدين الصفدي في كتابه «الوافي بالوفيات» : تاج المحدّثين الحافظ أبو نعيم ... إلى آخره.
وقال في تعريفه محمد بن عبد الله الخطيب في كتابه «مشكاة المصابيح» : هو من مشايخ الحديث الثقات ، المعمول بحديثهم ، المرجوع إلى قولهم ، كبير القدر ، وله من العمر ستّ وتسعون سنة.
(٢) سورة البيّنة ، الآية ٧.
(٣) المناقب ، الحديث الثاني من الفصل ١٧ في بيان ما نزل من الآيات في شأنه عليهالسلام.
(٤) تذكرة خواصّ الامّة ، ص ٥٦. قال فيه بالسند المذكور عن أبي سعيد الخدري قال :نظر النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) الى علي بن أبي طالب فقال هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة.