قال تعالى : (إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) (١).؟
إضافة إلى ذلك ما الذي تقولونه في جمع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بين صلاتي المغرب والعشاء ، مع أنّه لا أثر حينها للسحاب وعدمه فيه؟!
إذن فهذا التأويل وغيره من التأويلات ، خلاف ظاهر الروايات ، وخلاف صريح الخبر القائل : «إنّ ابن عبّاس استمرّ في خطبته حتّى بدت النجوم ، ولم يبال بصياح الناس : الصلاة ... الصلاة ، ثمّ ردّ ابن عبّاس على التميمي بقوله : أتعلّمني بالسنّة؟! لا أمّ لك! رأيت رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) جمع بين الظهر والعصر ، والمغرب والعشاء» ثمّ تصديق أبي هريرة لمقالة ابن عبّاس.
وعليه : فإنّ هذه التأويلات غير معقولة ولا مقبولة عندنا ، وكذا غير مقبولة عند كبار علمائكم أيضا ، إذ إنّهم علّقوا عليها : بأنّها خلاف ظاهر الروايات.
فهذا شيخ الإسلام الأنصاري في كتابه «تحفة الباري في شرح صحيح البخاري في باب صلاة الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء آخر ص ٢٩٢ في الجزء الثاني» وكذا العلاّمة القسطلاني في كتابه «إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري في ص ٢٩٣ من الجزء الثاني» وكذا غيرهما من شرّاح صحيح البخاري ، وكثير من محقّقي علمائكم ، قالوا : هذه التأويلات على خلاف ظاهر الروايات ، وإنّ التقيّد بالتفريق بين الصلاتين ترجيح بلا مرجّح وتخصيص بلا مخصّص.
النواب : إذن فمن أين جاء هذا الاختلاف الذي فرّق بين الإخوة
__________________
(١) سورة يونس ، الآية ٣٦.