[خلافهم في وصف أيّ]
فإن قيل : فهل يجوز في وصف «أيّ» ههنا ما جاز في وصف زيد ؛ نحو :«يا زيد الظّريف والظّريف»؟ قيل : اختلف النّحويّون في ذلك ؛ فذهب جماهير النّحويّين إلى أنّه لا يجوز فيه إلّا الرّفع ؛ لأنّ الرجل ـ ههنا ـ هو المنادى في الحقيقة ، إلّا أنّهم أدخلوا «أيّا» ههنا (١) توصّلا إلى نداء ما فيه الألف واللّام ، فلمّا كان / هو / (٢) المنادى في الحقيقة ، لم يجز فيه إلّا الرّفع مع كونه صفة ، إيذانا بأنّه المقصود في النّداء (٣). وذهب أبو عثمان المازنيّ إلى أنّه يجوز فيه النّصب ؛ نحو «يا أيّها الرّجل» كما يجوز «يا زيد الظّريف» وهو ـ عندي ـ القياس ، لو ساعده الاستعمال.
[علّة عدم جمعهم بين يا وأل التّعريف]
فإن قيل : فلم لم يجمعوا بين : «يا» و «الألف واللّام»؟ قيل : لأنّ «يا» تفيد التّعريف ، والألف واللّام تفيد التّعريف ، فلم يجمعوا بين علامتي تعريف ، إذ لا (٤) يجتمع علامتا تعريف في كلمة واحدة.
فإن قيل : قولهم «يا زيد» هل تعرّف بالنّداء ، أو بالعلميّة؟ قيل : في ذلك وجهان :
أحدهما : أنّا نقول : إنّ تعريف العلميّة زال منه ، وحدث فيه تعريف النّداء والقصد ، فلم يجتمع فيه تعريفان.
والثّاني : المسلّم أنّ تعريف العلميّة والنّداء اجتمعا فيه ، ولكن جاز ذلك ؛ لأنّا / إنّما / (٥) منعنا عن الجمع بين التّعريفين إذا كانا بعلامة لفظيّة ك «يا» مع «الألف واللّام» والعلميّة ليست بعلامة لفظيّة ؛ فبان الفرق بينهما.
فإن قيل : أليس قد قال الشّاعر :
فديتك يا التي تيّمت قلبي
وقال الآخر :
فيا الغلامان اللّذان فرّا
__________________
(١) في (س) «يا» توصّلا.
(٢) سقطت من (س).
(٣) في (س) بالنّداء.
(٤) في (س) ولا.
(٥) زيادة من (س).