فقال : «سابق» بالجرّ على العطف ، وإن كان المعطوف عليه منصوبا لتوهّم (١) حرف الجرّ فيه ؛ وكذلك قول الآخر (٢) : [الطّويل]
مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة |
|
ولا ناعب إلّا ببين غرابها (٣) |
فقال : «ناعب» / بالجرّ / (٤) بالعطف على «مصلحين» ؛ لأنّه توهّم أنّ الباء في مصلحين موجودة ، ثمّ عطف عليه مجرورا وإن كان منصوبا ، ولا خلاف أنّ هذا نادر ، ولا يقاس عليه ، فكذلك ههنا ؛ فاعرفه تصب ، إن شاء الله تعالى.
__________________
وجه الاستشهاد : جرّ «سابق» عطفا على خبر ليس «مدرك» ؛ لتوهّمه أنّ الخبر مجرور ؛ لكثرة مجيئه مجرورا بالباء الزّائدة ؛ ويروى : ولا سابقا ، ولا شاهد فيه على هذه الرّواية.
(١) في (ط) بالتّوّهّم ؛ وما أثبتناه من (س) هو الصّواب.
(٢) الشّاعر هو : الأحوص ، عبد الله بن محمّد الأنصاريّ ، من شعراء العصر الأمويّ ، كان صاحب نسيب ، من طبقة جميل بن معمر ، وكان هجّاء ؛ له ديوان شعر مطبوع. مات سنة ١٠٥ ه. الشّعر والشّعراء : ١ / ٥١٨ ، وطبقات فحول الشّعراء : ١ / ١٣٧.
(٣) المفردات الغريبة : مشائيم : أهل شؤم. ناعب : من نعب الغراب : إذا صاح ؛ والمعنى : لا يصيح غرابهم إلّا بالسّوء والفراق.
موطن الشّاهد : (ولا ناعب).
وجه الاستشهاد : عطف «ناعب» بالجرّ على «مصلحين» لتوهّم زيادة الباء في خبر «ليس» كما في الشّاهد السّابق.
(٤) سقطت من (س).